بدأت القواتُ الصِّرْبيةُ تَعيثُ فَسادًا في البلاد طولًا وعَرضًا، وقالوا للعالم: إنَّ بلادَ البوسنةِ لن تصمُدَ سِوى أربع أو خمس ساعاتٍ، وتكون كلُّها بقبضةِ الصِّربِ، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30]، فزحفَت القوات الصربيَّة على سراييفو التي ظلَّت تقاوِمُ، وسقَطَت مدنُ بريدور، وبانيالوكا، وبالي، ومدن كثيرة بقبضة الصِّربِ، والمدنُ الأُخرى محاصَرة، وقطعوا أوصالَ البوسنة، وخرج رئيس البوسنة والهرسك علي عزت بيجوفيتش بالتلفاز والراديو يُعلن للشعب البوسني بدايةَ حرب العصابات، وأنه لا جيش بالبوسنة، وكل أهل شارع، أو منطقة، أو قرية يُدافِعون عن أنفسهم، حتى يستعيد المسلمون صفوفَهم، فكانت المجازِرُ الجماعيَّةُ، والاغتصابُ، والتشريدُ، والتنكيلُ، وانتشرت أخبار المذابحِ والجرائمِ الصربيَّة على الشعب المسلِم.