هو موسى الهادي بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس أبو محمد وَلِيَ الخلافةَ في محرم سنة تسع وستين ومائة. مات وله من العمُرِ ثلاث وعشرون سنة، ويقال: إنَّه لم يلِ الخلافةَ أحدٌ قبلَه في سِنِّه، وكان حسنًا جميلًا طويلًا، أبيض، وكان قويًّا شَهمًا خبيرًا بالمُلك كريمًا، ومن كلامه: "ما أُصلِحَ الملكُ بمثل تعجيلِ العقوبةِ للجاني، والعفوِ عن الزلَّات، ليقِلَّ الطَّمعُ عن الملك". سار على طريقةِ أبيه المهدي في تتبُّعِ الزنادقة واستئصالهم. واختُلِفَ في سبب وفاته، فقيل: كان سببها قرحةً كانت في جوفه، وقيل: مَرِضَ وهو بحديثة الموصل، وعاد منها مريضًا فتوفِّيَ، وقيل: إنَّ وفاته كانت من قبَل جَوارٍ لأمِّه الخيزُران كانت أمَرَتهنَّ بقتله، وكان سببُ أمرِها بذلك أنَّه لَمَّا وَلِيَ الخلافةَ منعها من أن تتصَرَّف بأي شيءٍ في أمور الخلافةِ أو الشَّفاعات وغيرها, وصلَّى عليه الرشيدُ، ودُفِنَ بعيساباذ الكبرى في بستانِه، فكانت خلافتُه سنة وثلاثة أشهر.