تُوفِّيَ محمد إبراهيم عقال رئيس وزراء الصومال الأسبقُ ورئيسُ ما يُعرَفُ بـ«جمهورية أرض الصومال» الانفصاليةِ الواقعةِ في شمالِ شرقِ البلادِ عن عُمرٍ يُناهزُ الرابعةَ والسبعينَ، إثْرَ إصابته بأزمةٍ دماغيةٍ مفاجئةٍ خلالَ عمليةٍ جراحيةٍ في مدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، وكان عقال قد بدأ زيارةً إلى جنوب إفريقيا؛ لإجراء فُحوصاتٍ طبيةٍ عاجلةٍ، بعدما رفضت عدةُ دولٍ عربيةٍ استقبالَه رسميًّا على أراضيها، لعدم اعترافها السياسي والقانوني بانفصال دُوَيلة أرض الصومال عن الدولة المركزية.
كان زعيمًا لحركة «اتحاد الوطنيين الصوماليين» التي تمكَّنت من الحصول على استقلال شمال الصومال عن بريطانيا، ليلتئمَ مع الصومال الجنوبي الذي كان مستعمرةً إيطاليةً، ويكوِّنا ما عُرف بالجمهورية الصومالية.
شغَلَ عقال عدةَ مناصبَ رفيعةً في الحكومات الصومالية المتعاقِبةِ، من بينها منصبُ وزير الدفاع، ووزير التعليم، كما شغَلَ منصبَ رئيسِ الوزراء لفترتين مُتَتاليتَينِ في الستينيَّاتِ، إلى أن أطاحه الانقلابُ العسكريُّ الذي قاده محمد سياد بري عام 1969م، وسُجن بعدها لمدَّة طويلة حتى عام 1981م، وخرج منه ليكونَ سَفيرا للصومال لدى الهندِ، وبعد انهيار حكومة بري عامَ 1991م، قاد عقال جهودَ المصالَحة بين الفصائل المتحارِبة، لكنَّ «الحركة الوطنية الصومالية» استبَقَت هذه الأحداثَ بإعلانها الانفصالَ، وميلاد جمهورية أرض الصومال في مايو (أيار)1991م، واختير عقال رئيسًا لها في عام 1993م، وباستثناء إثيوبيا، وجنوب إفريقيا، فإنَّ محاولات عقال للحصول من الدول العربية والإفريقية على الاعتراف بشرعية دويلته قد باءَت بالفَشَل.