خرج خارجيٌّ من البربر بناحية مورور، من الأندلس، ومعه جماعةٌ، فوصل كتابُ العامل إلى الحكَمِ بنِ هشام بخبَرِه، فأخفى الحكَمُ خبَرَه، واستدعى من ساعته قائدًا من قوَّاده، فأخبَرَه بذلك سرًّا، وقال له: سِرْ مِن ساعتِك إلى هذا الخارجيِّ فأْتِني برأسه، وإلَّا فرأسُك عِوَضَه، وأنا قاعِدٌ مكاني هذا إلى أن تعود. فسار القائِدُ إلى الخارجيِّ، فلما قاربه سأل عنه، فأُخبِرَ عنه باحتياطٍ كثيرٍ، واحترازٍ شديدٍ، ثم ذكر قولَ الحكَمِ: إنْ قتَلْتَه، وإلا فرأسُك عِوَضَه، فحَمَلَ نفسَه على سبيلِ المخاطرةِ فأعمل الحِيلةَ، حتى دخل عليه، وقتَلَه، وأحضَرَ رأسَه عند الحكم، فرآه بمكانِه ذلك لم يتغيَّرْ منه، وكانت غيبتُه أربعةَ أيام. ثم أحسَنَ إلى ذلك القائدِ، ووصله وأعلى محلَّه.