أخرج عبدُ الله من كان تغلَّبَ على الإسكندريةِ مِن أهل الربض الأندلسيِّينَ بأمانٍ، وكانوا قد جاؤوا في مراكِبَ مِن الأندلس في فتنةِ ابنِ السري وغيره، فأرسَوا بالإسكندرية، ورئيسُهم يدعى أبا حفص، فلم يزالوا بها حتى قَدِمَ ابنُ طاهر، فأرسل يؤذِنُهم بالحَربِ إن هم لم يدخُلوا في الطاعة، فأجابوه، وسألوه الأمانَ على أن يرتَحِلوا عنها إلى بعضِ أطراف الروم التي ليسَت من بلاد الإسلامِ، فأعطاهم الأمانَ على ذلك، فرَحَلوا ونزلوا بجزيرة إقريطش، واستوطنوها وأقاموا بها فأعقَبوا وتناسَلوا. قال يونس بن عبد الأعلى: "أقبل إلينا فتًى حَدَثٌ من المشرق، يعني ابن طاهرٍ، والدُّنيا عندنا مفتونةٌ قد غلب على كُلِّ ناحيةٍ مِن بلادنا غالِبٌ، والنَّاسُ في بلاءٍ، فأصلح الدُّنيا وأمَّنَ البريءَ، وأخاف السَّقيمَ، واستوسَقَت له الرعيَّةُ بالطاعةِ".