خرج عَمرُو بنُ سُليم التجيبي- المعروفُ بالقويع- على محمَّدِ بنِ الأغلب أميرِ إفريقيَّة، فسيَّرَ إليه جيشًا، فحصره بمدينةِ تونس، فلم يبلُغوا منه غرضًا فعادوا عنه. فلما دخَلَت سنة خمس وثلاثين سيَّرَ إليه ابن الأغلب جيشًا، فالتَقَوا بالقرب من تونس، ففارق جيشَ ابنِ الأغلب جمعٌ كثيرٌ، وقصدوا القويعَ فصاروا معه، فانهزم جيشُ ابن الأغلب وقَوِيَ القُويع؛ فلما دخلت سنةُ ستٍّ وثلاثين سيَّرَ محمد بن الأغلب إليه جيشًا، فاقتتلوا فانهزم القويعُ، وقتلَ من أصحابِه مَقتَلة عَظيمة، وأدرك القويعَ إنسانٌ، فضرَبَ عُنُقَه، ودخل جيشُ ابن الأغلب مدينة تونس بالسَّيفِ في جمادى الأولى.