كان الفِداءُ بين المُسلِمينَ والروم، بعد أن قَتَلَت تدورة- ملكةُ الرُّومِ- من أسرى المسلمينَ اثني عشر ألفًا، فإنَّها عَرَضت النصرانيَّة على الأسرى، فمن تنَصَّرَ جعَلَتْه أسوةَ مَن قَبلَه من المتنصِّرة، ومن أبى قتَلَتْه، وأرسلت تطلُبُ المفاداةَ لِمَن بقي منهم، فأرسل المتوكِّلُ شنيفًا الخادم، فأذِنَ له فحضره واستخلف على القضاءِ ابنَ أبي الشوارب، وهو شابٌّ، ووقع الفداءُ على نهر اللامس، فكان أسرى المُسلمينَ مِن الرجال سبعمائة وخمسة وثمانين رجلًا، ومن النساء مائة وخمسًا وعشرينَ امرأة.