بعد أن وثب أهلُ حِمصٍ العامَ الماضي على أبي المُغيثِ موسى بن إبراهيم الرافعي، ثم أبدلهم المتوكل بمحمد بن عبدويه الأنباري ورضوا به، لم يَسِرْ بهم العامِلُ الجديدُ سِيرةً حَسنةً، بل فعل فيهم الأعاجيبَ، فوثب أهلُ حمص بعامِلِهم الجديد محمد بن عبدويه، وأعانَهم عليه قومٌ مِن نصارى حمص، فكتب إلى المتوكِّلِ، فكتب إليه يأمُرُه بمناهَضتِهم، وأمَدَّه بجندٍ مِن دمشق والرملة، فظفر بهم، فضرب منهم رجُلَينِ مِن رؤسائهم حتى ماتا وصَلَبَهما على باب حمص، وسَيَّرَ ثمانية رجال وأمَرَ المتوكلُ بإخراج النَّصارى منها، وهَدْمِ كنائِسِهم، وبإدخالِ البيعةِ التي إلى جانِبِ الجامع إلى الجامِعِ، ففعل ذلك.