لَمَّا بلغ عليُّ بن الحسين بن شبل بفارس ما فعَلَه يعقوب بطوقٍ في كرمان أيقَنَ بمجيئِه إليه، وكان عليٌّ بشيراز، فجمع جيشَه وسار إلى مضيقٍ خارج شيراز، من أحدِ جانبيه جبَلٌ لا يُسلَك، ومن الجانب الآخر نهرٌ لا يُخاضُ، فأقام على رأسِ المضيق، وهو ضَيِّقٌ، ممَرُّه لا يسلُكُه إلا واحِدٌ بعد واحد، وهو على طرفِ البَرِّ، وقال: إنَّ يعقوبَ لا يقدِرُ على الجوازِ إلينا، فخاض يعقوبُ وأصحابه النهر وخرجوا من وراء أصحابِ عليٍّ، فلما خرج أوائِلُهم هرب أصحابُ عليٍّ إلى مدينة شيراز وانهزَموا فسقط عليُّ بن الحسين عن دابته، كبا به الفَرَسُ، فأُخِذ أسيرًا وأُتي به إلى يعقوب، فقَيَّده، فلما أصبح نهب أصحابُه دارَ عليٍّ ودُورَ أصحابِه، وأخذ ما في بيوتِ الأموالِ وبيت الخراج ورجَع إلى سجستان.