اختلف مساور الخارجي مع رجلٍ من الخوارج- يقال له عُبيدة، من بني زهير العمروي- على توبةِ المخطئ، فقال مساور: نقبلُ توبته؛ وقال عبيدة: لا نقبل، فجمع عبيدةُ جمعًا كثيرًا وسار إلى مساور، وتقدَّمَ إليه مساور من الحديثة، فالتَقَوا بنواحي جهينة، بالقرب من المَوصِل، واقتتلوا أشدَّ قتال، فترجَّل مساور ومن عنده، ومعه جماعةٌ من أصحابه، وعرقبوا دوابَّهم، فقُتِل عبيدة وانهزم جمعه، فقُتِل أكثَرُهم، واستولى مساور على كثير من العراق، ومنع الأموالَ عن الخليفة، فضاقت على الجندِ أرزاقُهم، فاضطَرَّهم ذلك إلى أن سار إليه موسى بن بغا وبابكيال وغيرهما في عسكرٍ عظيم.