هو أبو إبراهيمَ إسماعيلُ بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسلمٍ المُزِني المصري، وُلِدَ بالفُسطاط في مصر في سنة 175ه. صاحِبُ الشافعيِّ، تفَقَّه عليه بمصرَ، ويعَدُّ من أئمَّة الحديث والفقه، كان من المقَدَّمين من أصحاب الشافعي وأعرَفِهم بمذهبه، حتى قال الشافعي: "المُزنيُّ ناصِرُ مذهبي"، ألَّفَ كتُبًا تُعتبَرُ مدارَ المذهب الشافعي، منها الجامع الصغير، ومختصر المختصر، والمنثور، والمسائل المعتبَرة، والترغيب في العِلم، وكتاب الوثائق، وغير ذلك، وكان إذا فرغَ مِن مسألة وأودعها مختَصرَه قام إلى المحرابِ وصلَّى ركعتين شكرًا لله تعالى, وقد امتلأت البلادُ بـ (مُختَصَره) في الفقه، وشرَحَه عِدَّةٌ مِن الكبارِ، وبلغ من انتشارِه أنَّ البِكرَ كان يكونُ في جَهازِها نُسخةٌ مِن مُختَصَر المُزنيِّ، كانت له عبادةٌ وفَضلٌ، وهو ثِقةٌ في الحديثِ، لا يُختَلَف فيه, حاذِقٌ من أهل الفقه، كان زاهدًا مجتهدًا، له مناظراتٌ، وكان قويَّ الحُجَّة، توفِّي بمصرَ.