الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 960 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1553
تفاصيل الحدث:

استولى القائدُ البحري العثماني طرغد بك على جزيرة كوريكا ومدينة كاتانيا في صقلية بعد إبادتِه لحاميتها، وتخليصِه لسبعة آلاف أسيرٍ مسلم، ثم قام بتسليم كوريكا للفرنسيين الذين لم يستطيعوا الاحتفاظَ بها طويلًا أمام الإسبان الذين سيطروا عليها في نفس العامِ!

العام الهجري : 961 العام الميلادي : 1553
تفاصيل الحدث:

بعد أن استولى السعديون على فاس سنة 956هـ ثم قام العثمانيون بطردهم وإعادة الوطاسيين، ثم ترك العثمانيون فاس وعادوا إلى الجزائر؛ واجه أبو حسون منافسةَ محمد الشيخ السعدي الذي جمع قواتٍ من السوس والحوز وأتى بجنوده إلى أن وصل رأس الماء من أحواز فاس، وكان أبو حسون بعد انسحاب العثمانيين قد أخذ في إعداد الجيوشِ وآلات الحرب إلى أن قضت ثمانية شهور، فأمر بالخروج لمواجهة محمد الشيخ السعدي والوصول إلى مراكش، ولما تقابل الجيشان قام بينهم قتالٌ عظيم واستطاع أبو حسون أن ينزل بالسعديين هزيمةً شنيعة حتى استطاع أن يردَّهم على أعقابهم، ثم أرسل أبو حسون لمحمد الشيخ وقال له: اخرج أنت وأولادك إلى لقائي، وأنا أخرج إليكم بنفسي، ونترك المسلمين بدون قتال، فتظاهر محمدٌ ورجع إلى والده وإخوته الستة الذين اجتمعوا على أبي حسون فجعل يطاردهم حتى طمر به فرسُه فسقط فطعنوه فاحتزُّوا رأسه وأتوا به جيشَه، فانهزم جيشُ أبي حسون بلا قتال، وأخذ محمد الشيخ فاس، فكانت أحداث هذه الوقائع تعني أن الفرصةَ ما زالت واسعة أمام العثمانيين لاستيلائهم المحلِّي للمغرب، لا سيما وأن محمد الشيخ السعدي باسمِ القضاء على الحزب العثماني بين المغاربة أنزل القتلَ في أكثر من مائتين من كبار أعيان فاس، فضلًا عن الفقيهين المرينيين محمد عبد الوهاب الزقاق قاضي فاس، والحسن علي حزوز خطيب فاس.

العام الهجري : 961 العام الميلادي : 1553
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ الشريف أحمد بن أبي نمي محمد الثاني بن بركات الثاني شريف حسني جدِّ آل منديل وآل حراز، وهو صاحِبُ مكة، وكان هو الذي دعس بساطَ السلطان سليمان القانوني ولم يدعَسْه غيره من أمراء مكَّة، أرسله أبوه إليه سنة 945 واجتمع به، ولما عاد إلى مكة توفِّيَ بها في حياة أبيه، ولم يلِ الإمارةَ استقلالًا, وكانت شوكتُه قد استقرَّت في حياة أبيه.

العام الهجري : 961 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1554
تفاصيل الحدث:

لما دخل السلطان أبو عبد الله محمد الشيخ السعدي إلى فاس سنة 956 وقبض على بني وطاس بها، فرَّ أبو حسون- أخو السلطان أبي العباس أحمد الوطاسي- إلى ثغر الجزائر حقنًا لدمه ومستعينًا بالعثمانيين على السعدي، وكان العثمانيون قد استولوا على المغرب الأوسط وانتزعوه من يد بني زيان، فلم يزل أبو حسون عندهم يفتلُ لهم في الغارات والسنام ويحسِّنُ لهم بلاد المغرب الأقصى ويعظِّمُها في أعينهم ويقول: "إن المتغلِّبَ عليها قد سلبني ملكي ومُلك آبائي، وغلبني على تراث أجدادي، فلو ذهبتم معي لقتاله لكنَّا نرجو الله تعالى أن يتيحَ لنا النصر عليه ويرزُقَنا الظَّفَر به ولا تعدِمونَ أنتم مع ذلك منفعةً مِن ملء أيديكم غنائِمَ وذخائِرَ". ووعدهم بمال جزيل فأجابوه إلى ما طلب وأقبلوا معه في جيشٍ كثيف تحت راية الباشا صالح التركماني المعروف بصالح رئيس، إلى أن اقتحموا حضرةَ فاس بعد حروب عظيمة ومعاركَ شديدة، وفَرَّ عنها محمد الشيخ السعدي إلى منجاتِه، وكان دخول السلطان أبو حسون إلى فاس ثالثَ صفر من هذه السنة, ولما دخلَها فرح به أهلُها فرحًا شديدًا، وترجل هو عن فرسه وصار يعانقُ الناس؛ كبيرًا وصغيرًا، شريفًا ووضيعًا، ويبكي على ما دهمَه وأهلَ بيته من أمر السعديين، واستبشر الناسُ بمقدَمِه وتيمَّنوا بطلعتِه، وقُبض على كبير فاس يومئذ القائد أبي عبد الله محمد بن راشد الشريف الإدريسي, واطمأنت بالسلطان أبي حسون الدارُ، ثم لم يلبث إلا يسيرًا حتى كثرت شكايةُ الناس إليه بالترك وأنهم مدُّوا أيديَهم إلى الحريم وعاثوا في البلاد، فبادر أبو حسون بدفع ما اتَّفق مع الترك عليه من المال وأخرجَهم عن فاس.

العام الهجري : 961 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1554
تفاصيل الحدث:

نشبت حربٌ بحرية طاحنة بين الأسطولين العثماني والبرتغالي في مضيق هرمز بالخليج العربي, واستمرت الحرب 18 ساعة بدون توقُّف، ولم تؤدِّ إلى نصرٍ حاسمٍ لأحد الفريقين.

العام الهجري : 961 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1554
تفاصيل الحدث:

لما فرَّ السلطان محمد الشيخ السعدي من وقعة الأتراك بفاس وصل إلى مراكش، فاستقَرَّ بها وصرف عزمَه لقتال أبي حسون، فأخذ في استنفار القبائل وانتخاب الأبطال وتعبئة العساكر والأجناد، فاجتمع له من ذلك ما اشتدَّ به أزْرُه وقويَ به عَضدُه، ثم نهض بهم إلى فاس، فخرج إليه السلطان أبو حسون في رُماة فاس وما انضاف إليهم من جيش العرب، فكانت الهزيمة على أبي حسون فرجع إلى فاس وتحصَّن بها، فتقدم الشيخ السعدي وحاصره إلى أن ظفِرَ به في وقعة كانت بينهما بالموضع المعروف بمسلمة، فقتله واستولى على حضرة فاس وصفا له أمرُها، وكان استيلاؤه عليها يوم السبت الرابع والعشرين من شوال من هذه السنة, وبمقتل السلطان أبي حسون انقَرَضت دولة الوطاسيين المرينيين بالمغرب.

العام الهجري : 962 العام الميلادي : 1554
تفاصيل الحدث:

بعد عودة فاس للسعديين ظهر السلطان محمد الشيخ السعدي كخصم عنيد للعثمانيين، ومن المعارضين لسياستهم التوسعيَّةِ في بلاد المغرب، بل والأكثر من ذلك أنه أعلن إثرَ دخوله فاس بأنه عازمٌ على الذهاب إلى الجزائر لمنازلة العثمانيين هناك، فهذا التنافسُ السعديُّ العثماني على شمال إفريقيا، بل وعلى الخلافةِ الإسلامية كان في صالحِ الإسبان والبرتغال، ولا عجب إذا رأينا بعد ذلك تقاربًا بين هؤلاء جميعًا ضد العثمانيين حيث بعث الملك البرتغالي جون الثالث رسالةً إلى حاكم مازكان البرتغالي الفارودي كالفولو ردًّا على الطلب الذي تقدم به السلطانُ محمد الشيخ إلى كلٍّ من مدريد ولشبونة لتزويده بقوات عسكرية ضد العثمانيين، كما حددت الرسالةُ بعض الشروط التي يراها البرتغاليون لمساعدة السعديين، كتسليم بعض المراكز البحرية المغربية، مثل: بادس بنيون والعرائش، بالإضافة إلى تموين القوات التي سيرسلها لمساعدته، وأخيرًا يختتمُ الملك جون الثالث بضرورة إخبار الإمبراطور الإسباني بذلك للتنسيق في عمل مشترك ضِدَّ العثمانيين؛ ونتيجة لهذا التقارب فقد عُقِدت هدنةٌ بين السعديين والبرتغال بواسطة حاكم مازكان لمدة ستة أشهر, وظلَّ مفعول هذه الهدنة زمنًا طويلًا.

العام الهجري : 962 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1555
تفاصيل الحدث:

عُقِدت معاهدة أماسيا بين الخليفة سليمان القانوني والدولة الصفوية بإيران؛ لتثبيت الحدود بين الدولتين، بموجِبِها ضُمَّت كل الأراضي الواقعة شمالَ شرق نهر دجلة حتى بحيرة وان إلى الدولة العثمانية كما استقرت عام 955، وبموجِب هذه المعاهدة تخلى الصفويون عن حقوقِهم بالعراق، واعتَرَفوا بها على أنَّها جزءٌ من الدولة العثمانية.

العام الهجري : 963 العام الميلادي : 1555
تفاصيل الحدث:

نتيجةً لتحالف السعديين مع الإسبان والبرتغال ضِدَّ العثمانيين تحَّركت القوات العثمانية تحت قيادةِ صالح رايس والي الجزائر من قِبَل العثمانيين للوقوف مع أبي حسون الوطاسي وحصلت اصطدامات عسكرية بين قوات محمد الشيخ السعدي والقوات العثمانية قرب بادس التي رسا بها الأسطول العثماني، فلحقت الهزيمة بالقوات السعدية؛ مما أفسح المجالَ أمام العثمانيين لكي يواصلوا زحفهم نحو الداخل، وفي هذا العام سقطت مدينة تازة في يد العثمانيين الذين اشتبكوا مع السعديين في معاركَ متواصلة أهمُّها بكدية المخالي في ساحة فاس، عند ذلك تقدَّمت القوات العثمانية ومعها أبو حسون نحو فاس التي دخلتها في 3 صفر سنة 964, وأعلن الباب العالي ضمَّ المغرب إلى الدولة العثمانية بعد أن خطب الإمام للسلطان العثماني، مكث صالح رايس بمدينة فاس أربعة أشهر ضَمِن خلالها استقرار الأمور للدولة العثمانية، وخلال وجود صالح رايس في فاس لم يترك الجهادَ ضِدَّ الإسبان فأرسل فرقة من جيشه إلى الريف المغربي استرجع من الإسبان مَعقِلَهم الكبير باديس أو صخرة فالين كما يَدْعونها، كما حاول صالح رايس أن يستبدل الباشا العثماني أبا حسون بالشريف الإدريسي الراشدي بوبكر، بناء على اقتراح المرابطين الصوفيين للقيامِ على حكم فاس باسم السلطان العثماني، إلا أنَّ ثورة الأهالي اضطرَّت صالح رايس لإعادة أبي حسون إلى حكم فاس، فأذعن أبو حسون لشروط العثمانيين بشأنِ الحفاظِ على السيادة العثمانية من حيث الخطبةُ باسم السلطان العثماني، وإقامةُ حاميةٍ عثمانية في مقَرِّ بلاطه.

العام الهجري : 963 العام الميلادي : 1555
تفاصيل الحدث:

لم يكن صالح رايس والي الجزائر يهتمُّ قبل كلِّ شيء إلا بمحاربة الإسبان، ولا يهدفُ من وراء أي عملٍ إلَّا جمعَ القوى الإسلامية من أجلِ تطهير البلاد من الوجودِ الأوروبي الصليبي، فكان يرى قبل كل شيءٍ وجوبَ طردِ الإسبانِ مِن وهران، لكن كيف يتسنَّى له ذلك وسلطانُ السعديين بالمغرب يترقَّبُ به الفُرَص، وسلطانُ قلعة بني عباس ببلاد مجانة يُعلنُ انفصاله واستقلاله، ترامت لصالح رايس يومئذٍ الأنباءُ عن ضعفِ القوى الإسبانية بمدينة مجانة، علاوةً عن معاناةِ الحامية بالضيقِ، فرأى صالح أن يغتنمَ الفرصةَ وأن يبدأ بتطهير الشرقِ من الإسبان قبل أن يُطهِّرَ الغربَ، ولعلَّ انقاذ بجاية سيكون له أثرٌ في عودة مُلك بجاية إلى حظيرة الوحدةِ الإسلامية تحت ضغطِ السكَّان، سار صالح رايس في ربيع أول من هذه السنة نحو مدينة بجاية على رأسِ قوةٍ كبيرةٍ بنحو ثلاثين ألف رجلٍ عزَّزهم في الطريقِ بالمجاهدين في إمارةِ كوكو، فوطَّدت الجيوشَ العثمانية وحاصروا المدينة، بينما جاء الأسطولُ العثماني يحمِلُ الأسلحة والمدافِعَ بجانب الجيشِ، وصوَّب المسلمون قذائفَهم على القلعة ودارت معركةٌ عنيفة، ونجح صالح رايس في انتزاعِ بجاية من الإسبان, ولم يستطع حاكم نابولي من نجدةِ حاكمِها في الوقتِ المناسب، كما استسلم الحاكِمُ الإسباني للقوَّات العثمانية.

العام الهجري : 963 العام الميلادي : 1555
تفاصيل الحدث:

أُطلِعَ صالح رايس- والي الجزائر من قِبَل العثمانيين- على تلك المؤامرةِ التي كانت تُحاك ضِدَّ الدولة العثمانية بين ملكِ المغرب السلطانِ الشيخ المهدي أبي عبد الله محمد السعدي والإسبان، والتي كان هدفُها طردَ العثمانيين من الجزائر؛ لأنَّه طالما أن الدولة في الجزائر معناه خطرٌ على إسبانيا، فبعث صالح رايس للباب العالي يخبرُه بشأن تلك المحادثات، فكان جوابُ السلطان سليمان سريعًا وحاسمًا بوجوبِ مهاجمة وهران قبل أن تسفِرَ المحادثات بين الجانبين السعدي والإسباني عن نتيجةٍ عملية، فأرسل السلطانُ سليمان أربعين سفينة لمساعدة رايس في الاستيلاءِ على وهران والمرسى الكبير، ومنذ ذلك الوقت كانت الهجرةُ والتجنيدُ الطوعي من مختلِفِ أنحاء الدولة العثمانية، فاستعَدَّ صالح رايس لفتح وهران، وضَمَّ أسطوله الى جانب أسطول السلطان، وصار لديه نحو سبعين سفينة، واجتمع لديه من الجند ما يقارب من أربعين ألف جندي، وكان ينوي من إتمام زحفه هذا بالمسير الى مراكش للقضاء على الفِتَن والاضطرابات وإخضاعها لسلطانه، ولكن القَدَر لم يمهِلْه، فتوفِّي صالح رايس بالطاعون في شهر رجب 963هـ وقام القائد يحيى بإكمال خطة صالح رايس، فأبحر نحو وهران، وفي الطريق وصلت الأوامر السلطانية بتعيين حسن قورصو لمنصب بيلرباي، ووصلت الجيوش البرية والبحرية إلى وهران، وحوصرت حصارًا شديدًا، إلَّا أنها لم تُفتحْ رغم استعدادات العثمانيين الكبيرة؛ وذلك بسبب النجدات المتواصلة التي كانت تبعثُها إسبانيا إلى المدينة المحاصَرة.

العام الهجري : 963 العام الميلادي : 1555
تفاصيل الحدث:

هو القائدُ أمير البحر صالح رايس، ويقال (ريس)، قائدُ البحرية العثمانية في البحر المتوسط, وهو عربيٌّ من الإسكندرية، ولد فيها سنة 893 تعرَّف على الأتراك حين قدِموا إلى مصر، ورافق أميرَ البحار خير الدين بربروسا في رَحَلاته البحرية, ومن أهمِّ أعمال رايس أنَّه ساهم في إنقاذ بقايا المسلمين في الأندلس، وقد تولى منصِبَ حاكم الجزائر عام 1552م. كان صالح رايس يهتم كثيرًا بمحاربة الإسبان، ويهدف من ورائه جمعَ قوى المسلمين من أجل تطهير بلاد المغرب من الوجود الصليبي فيها؛ لذا كان يرى قبل النزولِ إلى الأندلس لاستردادها وجوبَ طرد الإسبانِ من وهران، فعَمِلَ على إتمام فتح بجاية فدَكَّ الحصون التي يتحصَّن بها الإسبان، ثم هزَمَهم واسترَدَّ بجاية منهم, واحتفظ بها العثمانيون قرابة 188 سنة, ثم بدأ بالاستعداد لفتح مدينة وهران، لكنَّ الأجل أدركه أثناء استعداداته لفتحِها, فتوفِّي بالطاعون عن عمر سبعين سنة.

العام الهجري : 964 العام الميلادي : 1556
تفاصيل الحدث:

هو محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن زيدان الحسني، أبو عبد الله، المعروف بالشيخ، والملقب بالسلطان المهدي: ثالثُ سلاطين الدولة السعدية بالسوس ومراكش. ولِدَ سنة 896. كان مع أبيه القائمِ بأمر الله في بدء ظهورِه، ثم كان مع أخيه أحمد الأعرج، وكانت كلمتُهما واحدة مدة 23 عامًا، ثم افترقت كلمتُهما، فقام محمد بخلع أخيه أحمد والقبض عليه وعلى أولاده سنة 946، واجتمعت الكلمة عليه، فباشر الجهادَ في الثغور، فافتتح حصنَ فونتي وآسفي، واختط مرسى أغادير بالسوس الأقصى سنة 947, ثم ضمَّ مراكش سنة 951 فانتقل إليها. وبعدها طمِحَت نفسه للاستيلاء على بقية المغرب والقضاء على الوطاسيين أصحابِ فاس وأطرافِها، فافتتح مكناسة الزيتون سنة 956, وقبض على أكثَرَ مَن بها من الوطاسيين وأرسلَهم مُصفَّدين إلى مراكش. وقاتل العثمانيين في تلمسان وكانوا قد استولوا عليها، فأخذها منهم، ثم امتنعوا عليه بها. وكانت قد بقيت بفاس طائفةٌ من الترك العثمانيين الذين أحضرهم أبو حسون الوطاسي، فجعلهم الشيخ المهدي جندًا على حِدَة وسمَّاهم اليشكارية- العسكر الجديد- وأرسل له السلطانُ سليمان القانوني يهنِّئُه بالمُلك ويطلب منه الدعاء له على منابر المغرب وأن يكتُبَ اسمَه على سكَّته، فرفض طلبه، ثم أرسل السلطانُ سليمان أشخاصًا اتصلوا باليشكارية فتربَّصوا الشيخ المهدي حتى قتلوه غيلةً, وكان من عظماء الرِّجال؛ مهيبًا، غزير العلم، عُنِيَ بالتفسير، وحفظ صحيح البخاري وديوانَ المتنبي.

العام الهجري : 965 العام الميلادي : 1557
تفاصيل الحدث:

كسا هذا الوباءُ سهلَ المغرب وجبالَه، وأفنى كُماتَه وأبطالَه، واستمَرَّ وجوده إلى سنة ست وستين بعدها.

العام الهجري : 965 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1557
تفاصيل الحدث:

تولَّى السلطانُ الغالب بالله الحُكمَ، وذلك بعد مقتل أبيه ومبايعةِ أهل فاس له وأهلِ مراكش، فاستوثق له الأمرُ وتمهَّد له ملك أبيه. وكان قد نشأ في عفافٍ وصيانة، وحَفِظَ القرآن وأخذ بطرفٍ صالحٍ من العلم، وكان وليَّ عهد أبيه، وكان يلقَّب من الألقاب السلطانية بالغالب بالله، لقَّبَه به غيرُ واحد من الأئمةِ.

العام الهجري : 965 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1558
تفاصيل الحدث:

لَمَّا ولِيَ السلطان أبو محمد عبد الله الغالب بالله الخلافةَ، اشتغل بتأسيس ما بيده وتحصينِه بالعَدَد والعُدَّة، ولم تطمح نفسه إلى الزيادة على ما ملك أبوه من قَبلِه. وغزاه حسن بن خير الدين باشا التركي صاحبُ تلمسان في جيشٍ كثيفٍ من الأتراك، فخرج إليه السلطان الغالب بالله فالتقيا بمقربةٍ من وادي اللبن من عمالة فاس، فكانت الدائرة على حَسنٍ، فرجع منهزمًا يطلب صياصيَ الجبال إلى أن بلغ إلى باديس، وكانت يومئذ للترك ورجع الغالب بالله إلى فاس، لكنَّه لم يدخلها لوباءٍ كان بها يومئذ.

العام الهجري : 965 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1558
تفاصيل الحدث:

حقَّق القائد العثماني الشهير حسن باشا بن بربروسا انتصارًا كبيرًا على النصارى الإسبان في معركة "مستغانم" بالجزائر؛ حيث قُتل في هذه المعركة 12 ألفًا من الإسبان، وتشتهرُ هذه المعركة في التاريخ بأنَّه لم يبقَ فيها جندي إسباني على قيدِ الحياة، حيث تمَّ إفناءُ الجيش الإسباني عن بَكرة أبيه. وكان سببُها أن حاكم وهران دو الكوديت كان يدركُ أنَّ استرجاع العثمانيين لتلمسان يهدِّدُ الوجود الإسباني تهديدًا خطيرًا، فقرَّر الاستيلاءَ على مستغانم التي جعلها العثمانيون قاعدةً لهم للهجومِ على وهران، وكان دو الكوديت يأملُ أن يجعَلَها قاعدةً للهجوم على الجزائر؛ لذلك أعدَّ قوة كبيرة تتكون من اثني عشر ألف مقاتل وخرج على رأسها فهاجم مدينة مستغانم، إلَّا أن محاولته باءت بالفشل، وكان حاكم وهران الكوديت من بين هؤلاء القتلى.

العام الهجري : 966 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1559
تفاصيل الحدث:

نشبت حرب قونيَّة الميدانية بين السلطان سليمان القانوني وأخيه بايزيد حولَ أمور متعلِّقة بولاية العهدِ في الدولة العثمانية، وقد هُزِمَ بايزيد وهَرَب إلى الدولة الصفويَّة المعادية للعثمانيين، إلَّا أن الصفويين ما لبثوا أن قتلوه بناءً على طلبٍ مِن سليمان القانوني.

العام الهجري : 967 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1560
تفاصيل الحدث:

استولى الأسطول الإسباني الضخم المكوَّن من 200 سفينة و30 ألف جندي، على جزيرة جربة التونسية وقلعتِها، بعد انسحاب الحاميةِ العثمانية منها، والتي تقدَّر بألف رجل.

العام الهجري : 967 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1560
تفاصيل الحدث:

انتصر الأسطولُ العثماني بقيادة طرغد باشا على الأسطول الإسباني الصليبي في معركة "جربا" قرب تونس، في واحدة من كبرى المعارك البحرية في التاريخ العالمي في تلك الفترة، وقُتِلَ أكثرُ من ثلثي بحَّارة الأسطول الإسباني، في حين لم يسقُط من العثمانيين سوى ألف.