ينقَسِمُ التلمود إلى جزئين هامَّين: 1- المشناه Mishnah، وهو الأصل (المتن) 2- جمارا Gamara، وهو شرح المشناه. ومشناه أولُ لائحة قانونية وضعها اليهودُ لأنفسهم بعد التوراة، جمعها يهوذا هاناسي Judah Hanasi فيما بين 190 و200 م، أي: بعد قرن تقريبًا من تدميرِ تيطس الروماني الهيكل. أمَّا جمارا فاثنان: جمارا أورشليم (فلسطين). وجمارا بابل. جمارا أورشليم (أو فلسطين) هو سجِلٌّ للمناقشات التي أجراها حاخامات فلسطين (أو بالأخص علماء مدارس طبرية) لشرح المشناه. ومن الطبعات للمنشاه طبعة Romm التي نُشِرَت في فيلنه نشرت سنة 1927م في مجلَّدين من فرانكفورت، وترجم هربرت داوبي H.Dauby المشناه إلى الإنجليزية مع الحواشي، ونشره في أكسفورد سنة 1933م. وقد طُبِعَ تلمودُ أورشليم لأول مرة في البندقية (فينيسيا) في سنتي 1522 – 1523م، وظهرت الطبعة الثانية في كراكوو Cracom فيما بين 1602 – 1605م، مع بعض الحواشي والشروح. بسبب الاهتمام المتزايد بالتلمود في بولندا أُعيدَ طبع كراكوو في كروتوتشين krotoschin سنة 1886 م، ثم ظهرت طبعة زيتومير Zhitomir. في 1860 – 1867م، ثم طبعتا Piotrkew سنة 1899 – 1900م) وروم Romm في فيلنا سنة 1922م. وقد طُبِعَت هذه الأخيرة مع بعض الحواشي سنة 1929 باسم تشلوم يروشلمي Tashlum Yerushalmi وظهرت طبعةٌ مصوَّرة لنسخة البندقية (1523) في ليبزيج سنة 1925، تبعته طبعة برلين سنة 1929م. وقد طُبِعَت بعض فصول تلمود بابل سنة 1484، إلا أنَّ الطبعة الكاملة نُشِرَت في البندقية فيما بين 1520 و1523م، أما نسخة بازل Basel فقد خضعت للرقابة الكَنَسية التي حذفت منها أشياءَ كثيرةً. وطبعة أمستردام 1644 – 1648م Romm المنشورة في فيلنا Vina سنة 1886م في عشرين مجلدًا، وهناك طبعة لتلمود بابل نشرها ستراك Strack سنة 1912م عن نسخة أُعِدَّت في ميونيخ في أواسط القرن الرابع عشر. وأول ترجمة كاملة لتلمود بابل نشرتها مطبعة سونكينوSoncino بلندن، وقد ترجم إبراهام كوهين كتابَ براخوت Berachoth إلى الإنجليزية سنة 1921م، وظهرت عدة كتب تتناول ملخص تلمود بابل باللغات الأخرى.
هو قانونٌ أصدرَتْه وزارة رياض باشا، في عهدِ الخديوي توفيق، ونصَّ على تخصيص أكثَرَ مِن نصف إيرادات مصر السنوية لتسديدِ الديون لصالح الدائنين الأجانب. وكانت نتائجُ قانون التصفية: (أ) زيادةُ التدخُّل الأجنبي (ب) سوءُ الأحوال الاقتصاديةِ في البلاد.
تنازلت الدولةُ العثمانية عن بناء القلاع بأراضي إمارة الجبَلِ الأسود الواقعة على شاطئ الأدرياتيكي إلى الشمالِ من ألبانيا، وكانت إمارةُ الجبل الأسود خاضعةً لحكم الدولة العثمانية، وأراد أميرُها الاستقلالَ بحُكمِها كما قام بمساعدة ثوَّار إقليم (الهرسك) ضِدَّ الدولة العثمانية التي ما لبث أن تمكَّنَت من القضاء تمامًا على جميع حركات التمَرُّد، وشرعت في بناء عِدَّةِ قلاع وحصون داخِلَ بلاد الجبل الأسود، فتدخَّلت الدولُ الأوربية لِثَنيِ الدولة العثمانية عن هذا الأمر، واضطرَّ السلطان العثماني إزاء ذلك إلى التخلِّي عن بناء هذه الحصونِ.
لم تكن الفتنةُ بين عبد الله وسعود أبناء فيصل بن تركي وليدةَ الساعة بعد وفاة والدهما، بل كانت روحُ التنافس موجودة بينهما من أيام والدهما؛ ولذلك جعل فيصل سعودًا أميرًا على الخَرجِ والأفلاج ومناطق جنوب بلاد العارض، وما أن توفي فيصل حتى ثار سعودٌ على أخيه عبد الله ينازعه في الحكمِ، واتجه إلى عسير ونزل على حكامِها آل عايض يطلب العونَ والمساعدة في حربِه على أخيه بحجَّةِ أنه كان يهينُه ولم يَرْعَ حَقَّه، وحاول عبد الله أن يثني سعودًا عن غرضه، ووعده بأن يلبي له طلبه إذا عاد إلى الرياض، لكِنَّ سعودًا لم ينثنِ عن عزمِه، ولَمَّا لم يجد العون من آل عايض اتجه إلى نجران يستنصِرُ بصاحبها، وهو في الأصل عدو لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكذلك عدو لبيت آل سعود، فوعده بالنصرة، كما وقف مع سعود بن فيصل ضِدَّ أخيه عددٌ من القبائل، منهم العجمان، ويعض قبائل بدو الدواسر، وبنو مرة، وبدو نجران وأميرها الذي ساعده بالمال. وقد حَذَّر علماءُ أئمة الدعوة من هذه الفتنةِ، وأصدروا الفتاوى وبيَّنوا للعامَّةِ والخاصة بغيَ سعود على أخيه عبد الله، ومنها ما كتبه الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: "بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الرحمن بن حسن إلى من يصل إليه من الإخوانِ، سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد: تفهمون أنَّ الجماعةَ فرضٌ على أهل الإسلام، وعلى من دان بالإسلامِ، كما قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103] ولا تحصل الجماعةُ إلا بالسمع والطاعة لِمَن ولاه الله أمرَ المسلمين، وفي الحديث الصحيح عن العِرباضِ بن ساريةَ، قال: وعَظَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم موعظةً وَجِلَت منها القلوب، وذَرَفت منها العيونُ،.... الحديث، وقد جمع الله أوائِلَ الأمة على نبيه صلى الله عليه وسلم، وذلك بسبب الجهاد، وكذلك الخلفاء، رد الله بهم إلى الجماعةِ مَن خرج، وفتح الله لهم الفتوحَ، وجمع الله الناسَ عليهم، وتفهمون أنَّ الله سبحانه وتعالى جمعكم على إمامِكم عبد الله بن فيصل بعد وفاة والده فيصل، فالذي بايع بايعَ وهم الأكثرون، والذين لم يبايعوا بايعَ لهم كبارُهم، واجتمع عليه أهلُ نجدٍ باديهم وحاضِرُهم، وسمعوا وأطاعوا، ولا اختلف عليه أحدٌ منهم، حتى سعود بن فيصل، بايع أخاه وهو ما صار له مدخال في أمرِ المسلمين، لا في حياة والده ولا بعده، ولا التفت له أحدٌ من المسلمين. ونقَضَ البيعة، وتبيَّنَ لكم أمرُه أنه ساعٍ في شَقِّ العصا، واختلافِ المسلمين على إمامهم، وساعٍ في نقض بيعةِ الإمام، وقد قال تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [النحل: 91،92] وسعى سعودٌ في ثلاثة أمور كُلُّها مُنكَرة: نَقَض البيعةَ بنفسِه، وفارق الجماعةَ، ودعا الناس إلى نقضِ بيعة الإمام، فعلى هذا يجِبُ قتالُه وقِتالُ من أعانه".
هو الإمامُ فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، أحَدُ حكَّامِ الدولة السعودية الثانيةِ، وكان إمامًا شجاعًا حازمًا، عُرِف بحسن التدبير والعَدلِ في الرعيَّة، كان مِن ضمنِ مَن نفاهم إبراهيم باشا لمصر بعد تدميرِ الدرعية، وتمكَّن فيصل من مغادرة مصر والعودة إلى نجد عام 1242هـ وأصبح ساعِدَ والده الأيمنَ في توطيد دعائم الدولة وتوسيع رقعتها. ثم وليَ الحكم بعد مقتَلِ أبيه سنة 1249هـ، إلى أن نفِيَ إلى مصر مرة ثانية سنة 1254وبقي فيها إلى أن غادرها للمرَّة الثانية وعاد إلى نجدٍ، وتمكَّن من انتزاع الحُكمِ من عبد الله بن ثنيان عام 1259 واستطاع أن يُخضِعَ البلادَ التي كانت تحت حكم والده ويصِلَ إلى عمان وقطر والبحرين وأطراف الكويت، وفي عهده برزت مشكلةُ القصيم التي كان النزاعُ فيها بين أمراءِ القصيم على الحُكمِ مِن جهةٍ، واختلافِهم مع الإمامِ فيصل من جهة أخرى، وخروجهم عن طاعته أكثَرَ مِن مرة؛ ممَّا أدى إلى نشوبِ حَربٍ مستَمرَّة معهم معظمَ فترة حكم الإمام فيصل، وكان غالب من يقود الحربَ ضِدَّهم عبد الله بن فيصل الذي تولى معظَمَ مقاليد الحكم في آخر عهد والده، خاصةً بعد أن ضَعُف بصر والده. توفِّيَ الإمام فيصل في الرياض وترك أربعةً من الأبناء الذكور، هم: عبد الله وليُّ عهده، ومحمد، وسعود، وعبد الرحمن، فتولى بعد وفاتِه ابنه عبد الله, وبموتِ فيصل بدأ الصراعُ بين أولاده على السلطةِ، فنشبت بينهم حروبٌ دامية أضعفت الأسرةَ, وأدَّت إلى سقوط دولتِهم على يدِ ابنِ رشيد حاكِمِ حائل سنة 1309هـ.
استطاعت بريطانيا أن تثبِّت قَدَمَها في الخليج العربي عمومًا، بل أصبحت تَعُدُّ نفسَها وصيةً على الخليج، فأصبحت تتدخَّلُ أيضًا في حل النزاعات القائمة بين الولايات في الخليج العربي، فلمَّا حصلت مشاكِلُ بين أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبين ثُويني حاكم مسقط، وهاجم أتباعُ الشيخ محمد بن عبد الوهاب مسقَطَ طلَبَ ثويني المدافِعَ والمعونات المالية من الإنجليز، خرجت السفن الإنجليزية من الهند إلى مسقط، وكان أتباعُ الشيخ في البريمي منطقتهم الاستراتيجية التي ينطلِقونَ منها في هجومِهم على حكومةِ مَسقَط، وكان البريطانيون قد استطاعوا تدميرَ الحِصنِ في عجمان، ولَمَّا توفي الإمام فيصل بن تركي في هذه الفترة قامت السفينةُ البريطانية هاي فلاير بقَصفِ ميناء الدَّمَّام وقَصَفَت القلعةَ، ولكِنَّ العملية باءت بالفشل عمومًا، وحاولت بريطانيا إثارةَ المشيخات العربية على أتباعِ الشيخ محمد، وخاصةً المقيم البريطاني الذي كان يُرغم حاكِمَ مسقط على استئنافِ الصراعِ معهم، وطلب مساعدةَ حاكِمِ البحرين لمسقط في محاصرةِ القطيف.
هو الأميرُ طلال بن عبد الله العلي الرشيدي الشمري، ثاني حُكَّام إمارة حائِل، فقد خَلَف أباه بشكلٍ سلِسٍ وبموافقة عمِّه عبيد بن عبد الله الذي كان المرشَّحَ لخلافة أخيه عبد الله؛ إذ كان يُتوقَّعُ أن يتولى عبيد بن عبد الله أخو عبد الله وعمُّ طلال: حُكمَ حائل بعد وفاة الأمير عبد الله. فقد كان عُبيد المؤسِّسَ الثاني للدولة، ولكِنَّ عبيدًا رشَّح طلالًا للحكم بعد وفاة عبد الله، ووافق جماعةَ حائل مواطِنوها على تسلُّم طلالٍ للحكم، وفي عهده بدأت حائل تنعَمُ بفترة رخاءٍ؛ فقد أدخل كثيرًا من التحسينات على حُصون المدينة، وبنى المسجِدَ الجامع والسُّوقَ، وخطط الحدائِقَ الجميلة. وأراد أن ينهَضَ بالتجارة والصناعة، فاستحضر التجَّار من البصرة وواسط وغيرها من المدن، والصُّنَّاعَ من المدينة واليمن ومصر وتركيا، ومنحهم المحلاتِ والأراضيَ، ودخل في علاقاتٍ تجارية مع مدن أخرى من بلاد العرب وفارس، وسَيَّرَ قوافل من قوَّاتِه لحفظ أمن الطرق التجارية التي تمرُّ بمنطقته. أصيب بمرض مزمنٍ في آخر أيامِ حياته مات على أثرِه، وقيل إنَّه مات منتحرًا بعد أن حكم الجبل على مدى عقدين من الزمن، كانت فترة رخاء وسلام عامٍّ، ما جعله يحظى بمحبَّة شعبه بشكل كبير واستثنائي، وخلفه في حكمِ حائل أخوه متعب بن عبد الله.
هو الإمامُ العلَّامة الفقيه الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سلطان بن خميس، الملقَّب كأسلافه أبا بُطَيْن -بضم الباء وفتح الطاء وسكون الياء- من عوائل قحطان، العائذي نسبًا، الحنبلي مذهبًا، النجدي بلدًا، فقيه الديار النجديَّة في عصرِه، وإمامٌ من أئمة العلم في زمنه, ولِدَ الشيخ في بلدة الروضة من بلدان سدير، لعشر بقين من ذي القعدة سنة 1194هـ, ونشأ بها وقرأ على عالمها محمد بن الحاج عبد الله بن طراد الدوسري الحنبلي، فمَهَر في الفقه، ثم رحل إلى شقراء عاصمةِ الوشم بنجد واستوطنها، وقرأ على قاضيها الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله الحُصين تلميذِ شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، قرأ عليه في التفسير والحديث والفِقهِ وأصول الدين، حتى برع في ذلك كله، وأخذ عن العلَّامة أحمد بن حسن بن رشيد العفالق الأحسائي الحنبلي، وعن الشيخ العلامة حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر التميمي. رحل إلى الشام، ثمَّ عاد في عهد الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود، فولَّاه قضاء الطائفِ، وبقي فيها مدة ثم رجع إلى شقراء وصار قاضيًا لها ولجميع بلدان الوشم، ولَمَّا تولى الإمام فيصل الحكمَ رغب إليه أهلُ القصيم أن يبعَثَ إليهم الشيخ أبا بطين قاضيًا لهم ومدرسًا، فبعثه الإمام فيصل وبَقِيَ عندهم إلى سنة 1370هـ حين رجع من عنيزة إلى شقراء، ومكث فيها إلى أن توفي فيها سنة 1383هـ. له "مجموعة رسائل وفتاوى" و"مختصر بدائع الفوائد" و"الانتصار للحنابلة" و"تأسيس التقديس في كشف شبهات ابن جرجيس". وقد أخذ عنه العلمَ بالقصيم وشقراء كثيرٌ من طلبة العلم.
لَمَّا حشد سعودٌ حشوده في الجنوب خرج إلى الرياض، فالتقى مع قوات أخيه عبد الله التي كان يقودها أخوه محمد بن فيصل في معركة المعتلا، وهي أول معركة بين أبناء الإمام فيصل عبد الله وسعود، وقد قُتِلَ فيها عددٌ كبير من الطرفين، وخاصة أتباع سعود، وجُرِحَ فيها سعود جروحًا بليغة، وأصيب في إحدى يديه، فلجأ إلى آلِ مرة في شرق البلاد، وبقي عندها للتداوي حتى بَرِئت جراحُه.
تولى الشيخُ عبد الله الثاني بن صباح الثاني بن جابر الأول -من آل صباح، خامس أمراء الكويت- إمارةَ الكويت بعد وفاة أبيه الشيخ صباح الثاني عام 1866، وقد استماله الترك العثمانيون فسَمَّوه قائم مقام في الكويت، وكان للكويت في عهده أسطولٌ من السفن الشراعية الكبيرة، وكانت أهمُّ الأحداث في عهده:
(1) هو أول حاكم للكويت يسكُّ عملة كويتية عليها اسم الكويت عام 1866م.
(2) في عام الهيلق 1867م تعرضت الكويت إلى مجاعة ففتح الشيخ عبد الله خزائنَه أمام الكويتيين ليرفع عنهم الضائقة.
(3) مساعدتُه للدولة العثمانية للاستيلاء على الأحساء؛ حيث تولى الشيخ عبد الله قيادة ثمانين سفينة بحرية كويتية عام 1871م (نزلت بعد ذلك في رأس تنورة) بالإضافة إلى تسيير جيش من البر بقيادة أخيه الشيخ مبارك الصباح.
صدرت لائحةُ مجلس شورى النوَّاب في عهد الخديوي إسماعيل، وكان رئيسُ المجلس ووكيلُه هما اللذان يعيِّنُهما الخديوي دونَ أن يكونَ للمجلس رأيٌ في هذا، وكان عددُ أعضاء المجلس لا يزيدُ على خمسة وسبعين عضوًا, وجديرٌ بالذكر أنَّ هذا المجلس كان من بدايات الأخذِ بالنظام النيابي في مصرَ والعالم الإسلامي.
سنة الهيلق، وهي مجاعةٌ حلَّت في الكويت في عهد الشيخ عبد الله الثاني بن صباح الثاني الصباح, والهيلق كَلِمةٌ تعني الهلاك أو الهلك. حيث تعرَّضت الأقاليم المجاورة لإمارة الكويت لجفافٍ هائلٍ لم يكن بالحسبان حتى اضطروا إلى أكلِ ذمامِ البهائم التي تُذبَح, وكانت الكويتُ محصَّنة ولديها إمكانيةٌ لمواجهة مثل هذا الجفاف. فأصبحت الكويتُ الوجهة الرئيسيَّةَ للمنكوبين. وكانت يدُ الخير تنتظِرُهم حيث أمدُّوهم بالمال والطعام والمأوى, وظلَّ بعضهم بالكويت لفترة زوال الجفاف التي دامت ثلاث سنوات، والبعضُ استقَرَّ بالكويت.
افتُتِحت "قناة السويس" -التي تربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر- أمامَ الملاحة الدولية، وقد بدأت أعمالُ الحفر في هذه القناة في 24 من إبريل 1859م، وشارك فيها 60 ألف فلاحٍ مصري، وبلغ طول القناة 162.5 كم, وقد دعا الخديوي إسماعيل حاكِمُ مصر أباطرةَ وملوك العالم وقريناتِهم لحضور حفلِ افتتاح قناة السويس، والذى تم في 16 نوفمبر 1869، وقد كان حفلًا أسطوريًّا، روعِيَ فيه الاهتمام بنظافة المدينة، وتمَّ حَثُّ التجار على توريد الخضرواتِ واللحوم والأسماك كبيرة الحجم لبورسعيد لمواجهةِ الطلبات المتزايدة، كما رُوعِيَ إحضار الثلج من القاهرة، كذلك جُهِّزَ عددٌ من السفن لإحضار المدعوين من الإسكندرية لبورسعيد. وكان الخديوي قد طلب من مديري الأقاليمِ أن يُحضُروا عددًا من الأهالي بنسائهم وأطفالهم لحضورِ حَفلِ الافتتاح، فانتشروا على خط القناة من فلاحين ونوبيين وعُربان بملابسهم التقليدية ومما زاد الأمر أبَّهةً اصطفاف الجيشِ والأسطول المصري في ميناء بورسعيد بالإضافة لفيالقه على ضفاف القناة، وأقيمت 3 منصَّات خضراء مكسوَّة بالحرير، خصِّصَت الكبرى للملوك والأمراء، والثانية يمين للعُلَماء والمشايخ، والثالثة يسار خُصِّصَت لرجال الدين النصارى، وقد بلغ عددُ المدعوين من الوجهاء زُهاءَ ستة آلاف مدعو.
صدر مرسومُ كريميو الفرنسي الذي يمنح اليهودَ في الجزائر الجنسيَّةَ الفرنسيَّةَ، ويتضمَّنُ في داخله هدفَ توطين العنصر الأوروبي في الجزائر، مع ما ترتَّـب على ذلك من امتيازات وظيفية واجتماعية لم يكن يتمتّـَعُ بها مواطِنوهم المسلمون في ظِلِّ الاحتلالِ الفرنسي.
بعد معركة المعتلا سنة 1283 عزل عبد الله بن فيصل أميرَ الأحساء محمد السديري بعد أن اتَّهَمه بالضعف في موقِفِه من بعض قبائل العجمان وبني مرة التي أيَّدت سعودًا وعيَّنَ خلفًا له ناصر بن جبر الخالدي، كما أرسل قواتٍ بقيادة أخيه الصغير عبد الرحمن لشرق البلاد لمراقبة تحُّركات سعود ومؤيديه، فانتقل سعود من البريمي إلى البحرين التي ساعده شيخُها بقوات ناوشت الحامية النجديَّةَ في قطر، ثم عزز سعودٌ قواتِه بمساعدة بني خالد والعجمان بعد استمالةِ زعيمِهم راكان بن حثلين، وكان سعود يطمَعُ في السيطرة على المنطقة الشرقيَّة بانتزاعها من يد أخيه عبد الله، فتوجهت قوات سعود إلى الأحساء وخرج لملاقاتهم أمير الأحساء ناصر بن جبر الخالدي المؤيِّد للإمام عبد الله، فالتقى الطرفان في الوجاج، ودارت الحربُ بينهما فكان النصر حليف سعود، وفرَّت قوات ناصر إلى داخل الأحساء، فحاصرها سعود لمدة أربعين يومًا، فأرسل عبد الله قوات من الرياض لِمساعدة حامية الأحساء قواته في الأحساء إلَّا أن هذه النجدات اشتبكت مع قوات سعود في بئر جودة، وكان النصر في المعركة حليفَ سعود، وأسَرَ أخاه محمدًا وسجنه في القطيف، وقُتِلَ فيها 500 جندي من الفريقين، وتمكن سعود من حكم الأحساء التي استسلم أهلُها له بدون عناءٍ، وأصبح سعود سيِّدَ المنطقة الشرقية. وتعتبَرُ معركة بئر جودة بدايةَ النهاية للدولة السعودية الثانية التي بدأت منذ هذه المعركة في الضَّعفِ حتى قضى عليها ابنُ رشيد سنة 1309هـ.
في الجزائر انطلق محمد المقراني مجاهدًا في سبيل الله ثائرًا على المغتصبين الفرنسيين الصليبيين، مدافعًا عن حقوق العباد، فزحف على بلدة البرج في تاريخ 28 ذي الحجة 1287هـ / 16 آذار 1871م وفي الوقت نفسِه أمر أخاه بو مرزاق بالتحرُّك في منطقة سور الغزلان، وابنَ عمِّه وصهرَه السعيد بن داود بالتحرُّك في منطقة الحضنة وبلاد أولاد نائل، وابنَ عمه الثاني بوزيد بن عبد الرحمن بالزحف إلى البرج مع خمسة عشر ألف مقاتل لدعم الثورة، غير أنه فَشِل في دخول بلدة البرج بعد حصار دام عدة أيام، ثم انتشرت ثورةُ المقراني عبر العديدِ مِن مناطق الشرق الجزائري. إلى أن اغتاله الفرنسيون سنة 1288ه ومع أنَّ ثورته لم تدُمْ كثيرًا لكنها تعتبَرُ من أكبر حركات المقاومة الجزائرية ضِدَّ الفرنسيين؛ إذ تولى قيادتَها بعد مقتل المقراني أخوه أبو مزراق، واشترك فيها أكثر من مائتي ألف مجاهد، وخاضوا أكثر من ثلاثمائة وأربعين معركة، وعمل ضدهم ما يزيد على ثمانمائة ألف مقاتلٍ فرنسي.
أمر الخديوي إسماعيلُ باشا وزيرَ معارفه علي باشا مبارك بإنشاء دار العلوم عام 1872م لتصبحَ مؤسَّسةً تنويريَّةً حضارية، وقد أضيفت إلى جامعة القاهرة 1946م. وكانت كلية (دار العلوم) من قَبلُ تسمى (مدرسةَ دار العلوم)، وقد تطوَّرت (دار العلوم) إلى أن أصبحت إحدى المدارس العالية، وظلَّت كذلك إلى أن ضُمَّت لجامعة القاهرة، وأصبحت تسمى (كلية دار العلوم) محتفظةً باسمها التاريخي العزيز، وكلمة (علوم) التي يضمها اسمُ الكلية تَعني العلوم العربية والإسلامية، ودارُ العلوم كليةٌ تخرِّجُ متخصصين في اللغة العربية والأدب العربي والدراسات الإسلامية، ويستطيع المتخرجُ في كلية دار العلوم أن يعمَلَ في ميدان تدريس اللغة العربية والعلوم الإسلامية في مراحِلِ التعليم المختَلِفة، كما يمكِنُه العمل في مجالاتٍ أخرى، مثل الصحافة، والإذاعة المسموعة والمرئية والثقافية وغيرِها.
بدت علاماتُ تذمُّر الأهالي من الحُكم التركي؛ لكثرة الضرائب الباهظة التي فُرِضَت عليهم ممَّا جعلهم يفكرون كثيرًا في الثورة على العثمانيين بالإضافة إلى اضطراب الأمن وتدهور التجارة؛ بسبب كثرة الثورات القبلية في المنطقة الممتدَّة في شرق البلاد من الكويت إلى قطر، واعتدائهم على القوافل التجارية بالنَّهبِ والسلب كلما سنحت لهم الفرصُ، وعودة القرصنة في السواحل الشرقية؛ بسبب ضعف سيادة الدولة العثمانية في المنطقة لانشغالها بالحرب مع الروس.
بعد دُخول العثمانيين الأحساءَ أشار قاسم بن ثاني على نافذ باشا أن يتقدَّم بقواته لاحتلال قطر؛ لأنه كان يخشى امتدادَ سلطة آل خليفة أعوان الإنجليز، فكان لا بدَّ أن يضع بلاده تحت حماية الترك بدلًا من ابتلاعها مِن آل خليفة، أو اللجوء إلى حماية الإنجليز. ومن الأحساء خرجت قوةٌ عسكرية احتلت قطر واتخذت الدوحة مركزًا لها.
الشيخُ محمد المقراني هو أحدُ قادة الثوراتِ الشعبيَّة الجزائرية بعد الغزو الفرنسيِّ للجزائر عام 1830م. ومحمد المقراني هو ابن أحمد المقراني أحد قواد منطقة مجانة الهضاب العليا، وبعد وفاة الأب عُيِّن مكانَه ابنه محمد المقراني، لكن بلقب منحَتْه إياه السلطات الفرنسية، والذي كان "باشا آغا" وامتيازاته أقَلُّ من امتيازات أبيه, تحدر من زعماء سلطنة بني عباس في القرن السادس عشر الميلاد من آخر سلطان حفصي في بجاية، أبو العباس عبد العزيز. وفي سنة 1281هـ قدَّم استقالتَه للسلطات الفرنسية، وفي نفس السنة ثار على الاحتلال الفرنسي، وقاد مقاومةً ضِدَّ الاحتلال الفرنسي، فزحف بجيشه إلى مدينة برج بو عريريج. قُتِل المقراني برصاص جيش الاحتلال الفرنسي؛ إذ باغتوه وهو يصلي برصاصةٍ توفي على إثرها أثناء إحدى المعارك عند وادي سَفلت بالقرب من سور الغزلان، ثم خلفه في قيادة الثورة أخوه أبو مرزاق.