الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 235 العام الميلادي : 849
تفاصيل الحدث:

عقد المتوكل البيعة لبنيه الثلاثة بولاية العهد وهم محمد، ولقبه المنتصر بالله، وأبو عبد الله محمد؛ وقيل طلحة، وقيل الزبير، ولقبه المعتز بالله، وإبراهيم، ولقبه المؤيد بالله، وعقد لكل واحد منهم لواءين أحدهما أسود وهو لواء العهد، والآخر أبيض وهو لواء العمل، وأعطى كل واحد منهم عدة ولايات.

العام الهجري : 235 العام الميلادي : 849
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العَلَمُ, سَيِّدُ الحفَّاظ, أبو بكر عبدُالله بن محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خُوَاستَى العبسي مولاهم, الكوفي. ولد بالكوفةِ عام 159هـ. أحدُ أعلام الحديثِ، صاحِبُ المصَنَّف المعروف. أخو الحافظ عثمانَ بنِ أبي شيبة، والقاسمِ بن أبي شيبة الضَّعيف. فالحافظ إبراهيمُ بن أبي بكر هو ولَدُه, والحافِظُ أبو جعفر محمد بن عثمان هو ابنُ أخيه, فهُم من بيتِ علم, وأبو بكر: أجَلُّهم. قال أبو عُبيدٍ: انتهى عِلمُ الحديثِ إلى أربعةٍ: أحمدَ بنِ حنبل، وأبي بكرِ بنِ أبي شيبة، ويحيى بنِ مَعين، وعليِّ بنِ المَديني؛ فأحمدُ أفقَهُهم فيه، وأبو بكرٍ أسرَدُهم، ويحيى أجمَعُ له، وابنُ المَديني أعلَمُهم به. قَدِمَ ابنُ أبي شيبة بغداد وحَدَّثَ بها، وله كتاب التفسيرِ، والأحكام، والمُسنَد المصَنَّف.

العام الهجري : 235 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 850
تفاصيل الحدث:

كان إيتاخُ التركي قائدَ جيشِ المتوكِّلِ وإليه المغاربة، والأتراك، والأموال، والبريد، والحِجابة، ودارُ الخلافة, وكان الأتراكُ بعد أن رشَّحوا المتوكِّلَ للخلافةِ بعد أبيه، بدأ تدخُّلُهم في شؤونِ الدَّولةِ، فلمَّا تمكَّنَ المتوكِّلُ من الخلافةِ، وقد أدرك خطرَ الأتراكِ على الدولةِ، عَمِلَ على تَصفيتِهم، وبدأ بمربِّيه إيتاخَ التركيِّ، فلما عاد إيتاخ مِن مكَّةَ، وكان حاجًّا تلك السنةَ كتب المتوكِّلُ إلى إسحاقَ بنِ إبراهيم ببغداد يأمُرُه بحَبسِه، فاحتال عليه إسحاقُ حتى حبَسَه، وقَيَّدَ إيتاخ، وجَعَلَ في عنُقِه ثمانين رطلًا فمات. وقيل: إنَّ موتَه كان بالعَطَشِ، وأنَّه أُطعِمَ فاستسقى، فمُنِعَ الماءَ حتى مات عطشًا.

العام الهجري : 236 العام الميلادي : 850
تفاصيل الحدث:

أمَرَ المتوكِّلُ بهَدمِ قَبرِ الحُسَين بنِ عليِّ بنِ أبي طالب وما حولَه من المنازلِ والدُّورِ، ونودي في الناسِ: مَن وُجِدَ هنا بعد ثلاثةِ أيَّامِ ذَهَبتُ به إلى المطبق (سجن من سجون بغداد)، فلم يبقَ هناك بَشَرٌ، واتُّخِذَ ذلك الموضِعُ مَزرعةً تُحرَثُ وتُستغَلُّ.

العام الهجري : 236 العام الميلادي : 850
تفاصيل الحدث:

ثار رجُلٌ من البربر، يقالُ له حبيبٌ البرنسي، بجبال الجزيرة؛ فتجَمَّع إليه جماعةٌ من أهل الشَّرِّ والفساد في الأرضِ، فشَنَّ بهم الغارةَ على قُرى رية وغيرها، فأشاع الأذى، ونهبَ وقتَل وسَبى،، فأخرج إليه عبدُ الرحمن الأجنادَ، فلما وصلوا إليه ألْفَوُا البربرَ قد قَصَدوا حبييًا ومن تجمَّعَ إليه، فتغَلَّبوا على المعقل الذي كان انضوى إليه، وأخرجوه عنه، وقتلوا عدةً كثيرةً من أصحابه. وافتَرَق بقيَّتُهم عنه، ودخل حبيبٌ في غِمارِ النَّاسِ. وطُفِئَت ثائِرتُه، فكتب الأميرُ عبد الرحمن إلى عمَّالِ الكور بالبَحثِ عنه, وطُلِبَ دهرًا فلم يُظفَرْ به.

العام الهجري : 237 العام الميلادي : 851
تفاصيل الحدث:

قام رجلٌ من المعلِّمينَ بشَرقِ الأندلس، فادَّعى النبوءةَ، وتأوَّلَ القرآن على غيرِ تأويلِه، فاتَّبَعه جماعةٌ مِن الغوغاء، وقام معه خَلقٌ كثيرٌ، وكان من بعض شرائِعِه النهيُ عن قَصِّ الشعرِ وتقليم الأظفار، ويقول: [لا تغييرَ لخلق الله] فبعث إليه يحيى بنُ خالد، فأتى به. فلما دخل عليه كان أوَّل ما خاطبه به أنْ دعاه إلى اتِّباعِه والأخذِ بما شرَع، فشاور فيه أهلَ العِلمِ، فأشاروا بأن يُستَتابَ، فإن تاب وإلَّا قُتِلَ. فقال: كيف أتوبُ مِن الحقِّ الصَّحيحِ؟! فأمَرَ بصَلبِه. فلمَّا رُفِعَ في الخشبة، قال: أتقتلونَ رجلًا أن يقول: ربِّي الله! فصَلَبَه، وكتَبَ إلى الأميرِ يُخبِرُه.

العام الهجري : 237 العام الميلادي : 851
تفاصيل الحدث:

كان صالحُ بنُ النضر الكناني من أهلِ بُست، قد ظهر بتلك الناحية يقاتِلُ الخوارج، وسمَّى أصحابَه المتطوِّعةَ، حتى قيل له: صالح المطوِّعي وصَحِبَه جماعةٌ؛ منهم: درهم بن الحسن، ويعقوب بن الليث, وغَلَبوا على سجستان، ثم أخرَجَهم عنها طاهرُ بن عبد الله أميرُ خراسان. وهلك صالح إثر ذلك، وقام بأمر المتطوِّعةِ دِرهمُ بن الحسن، فكَثُرَ أتباعه. وكان يعقوبُ بن الليث شهمًا، وكان دِرهَم مُضعفًا، واحتال صاحِبُ خراسان حتى ظَفِرَ بدرهم وحَبَسه ببغداد، فاجتمعت المتطوِّعةُ على يعقوب بن الليث، وملَّكوه أمْرَهم؛ لِمَا رأَوا من تدبيرِه، وحُسنِ سياستِه، وقيامِه بأمورهم، وقام بقتال الخوارجِ الشراةِ، وأتيح له الظَّفَرُ عليهم، وأثخن فيهم وخرَّبَ قُراهم، وكانت له شريةٌ في أصحابه لم تكن لأحدٍ قَبله، فحَسُنَت طاعتُهم له وعَظُمَ أمرُه، ومَلَك سجستانَ مُظهِرًا طاعةَ الخليفةِ وكاتِبِه، وقلَّدَه حرب الشراة، فأحسن الغَناءَ فيه وتجاوَزَه إلى سائر أبوابِ الأمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر, فاستبَدَّ يعقوبُ بالأمر، وضَبَط البلاد، وقَوِيَت شوكتُه وقصَدتْه العساكِرُ من كلِّ ناحية.

العام الهجري : 237 العام الميلادي : 851
تفاصيل الحدث:

هو أبو عبدالله- وقيل: أبو جعفر- محمَّد بن موسى الخوارزمي، رياضيٌّ فلَكيٌّ جغرافيٌّ مؤرِّخٌ، من أهل خوارزم, وقيل ولد عام 164هـ بخوارزم, وكان يُنعَت بالأستاذِ، أقامه المأمونُ قَيِّمًا على خزانة كتُبِ بيتِ الحكمة، وعَهِدَ إليه بجَمعِ الكتب اليونانية وترجَمتِها، ترجم كتابَ بطليموس المجسطي، فصار أساسَ عِلمِ الفلك، ووضع جدولًا فلكِيًّا للمواقع الجغرافيَّة بحسب الابتعادِ التدريجيِّ عن خطِّ الزوال، يعتبَرُ أكبَرَ رياضيٍّ في عصره، أسس علمَ الجَبرِ، وله كتابُ الجبر والمقابلة، وكتب صورة الأرضِ وغيرها. وقد بيَّن الخَوارزميُّ في مُقدِّمة كتابه " الجبر والمقابلة" أن الخليفةَ المأمونَ هو الذي طلَبَ منه أن يُؤلِّفَ كتابَ الجَبرِ والمقابلة؛ كي يسهُلَ الانتفاعُ به في كلِّ ما يحتاجُ إليه الناس. وقد قال- رحمه الله- في مقدِّمة كتاب "الجبر والمقابلة": "وقد شجَّعني ما فضَّلَ اللهُ به الإمامَ المأمونَ، أميرَ المؤمنينَ، مع الخلافةِ التي حاز له إرثَها وأكرَمَه بلباسِها وحَلَّاه بزينتها, من الرغبةِ في الأدَبِ وتقريبِ أهلِه وإدنائِهم وبَسْطِ كَنَفِه لهم، ومعونته إيَّاهم على إيضاحِ ما كان مستهمًّا، وتسهيل ما كان وعرًا، على أن ألَّفْتُ من كتابِ الجبر والمقابلة كتابًا مُختصَرًا، حاصِرًا لِلَطيفِ الحسابِ وجَليلِه؛ لِمَا يَلزمُ النَّاسَ مِن الحاجة إليه في مواريثِهم ووصاياهم، وفي مُقاسماتِهم وأحكامِهم وتجاراتِهم، وفي جميعِ ما يتعاملون به بينهم من مساحةِ الأراضي وكَرْيِ الأنهار والهندسة، وغير ذلك من وجوهِه وفنونِه، مُقدِّمًا لحُسْن النيَّة فيه، راجيًا لأن يُنزِلَه أهلُ الأدبِ- بفَضلِ ما استُودِعوا من نِعَمِ الله تبارك وتعالى، وجليلِ آلائه، وجميلِ بلائِه عندهم- منزلتَه، وباللهِ توفيقي في هذا وغيرِه، عليه توكَّلْتُ وهو ربُّ العَرْشِ العظيم" وقيل: توفي عام 232هـ

العام الهجري : 237 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 851
تفاصيل الحدث:

غَضِبَ المتوكِّلُ على ابنِ أبي دؤاد القاضي المعتزليِّ، وكان على المظالمِ، فعَزَله عنها واستدعى يحيى بنَ أكثَمَ، فولاه قضاءَ القُضاةِ والمظالمِ أيضًا. وفي ربيع الأوَّل أمر الخليفةُ بالاحتياطِ على ضِياعِ ابنِ أبي دؤاد، وأخَذَ ابنَه أبا الوليد محمَّدًا فحَبَسه في يوم السبتِ لثلاثٍ خَلَونَ من ربيع الآخر، وأمَرَ بمصادرتِه، فحَمَل مائةَ ألفِ وعشرين ألف دينار، ومن الجواهِرِ. كان ابنُ أبي دؤاد قد أصابه الفالجُ (الشلل النصفي) بعد أن دعا على نفسِه إن لم يكُن الواثِقُ قد قتَلَ أحمدَ بنَ نصرٍ كافرًا, ثم نفى المتوكِّلُ أهلَ ابن أبي دؤاد من سامِرَّا إلى بغداد مُهانين، وفي عيدِ الفطر من هذا العام أمَرَ المتوكِّل بإنزالِ جُثَّة أحمدَ بنِ نصرٍ الخُزاعي والجَمعِ بين رأسِه وجَسَدِه وأن يُسَلَّم إلى أوليائِه، ففَرِحَ النَّاسُ بذلك فرحًا شديدًا، واجتمع في جنازتِه خَلقٌ كثيرٌ جِدًّا، وكان يومًا مَشهودًا, ثمَّ كتب المتوكِّلُ إلى الآفاقِ بالمَنعِ مِن الكلامِ في مسألةِ الكلامِ، والكَفِّ عن القولِ بخَلقِ القرآن، وأنَّ من تعلَّمَ عِلمَ الكلامِ لو تكلَّمَ فيه فالمطبق (سجن من سجون بغداد) مأواه إلى أن يموتَ. وأمر الناسَ ألَّا يشتغِلَ أحدٌ إلَّا بالكتابِ والسنَّةِ لا غيرُ، ثمَّ أظهر إكرامَ الإمامِ أحمدَ بنِ حنبل واستدعاه من بغدادَ إليه، فاجتمع به فأكرمَه وأمَرَ له بجائزةٍ سَنِيَّةٍ فلم يقبَلْها، وخلع عليه خِلعةً سَنيَّةً مِن ملابسِه فاستحيا منه أحمدُ كثيرًا، فلبسها إلى الموضِعِ الذي كان نازلًا فيه، ثمَّ نزعها نزعًا عنيفًا وهو يبكي- رحمه الله تعالى- وارتفَعَت السُّنَّة جِدًّا في أيام المتوكِّل- عفا الله عنه- وكان لا يولِّي أحدًا إلا بعد مشورةِ الإمام أحمد، وكانت ولايةُ يحيى بن أكثم قضاءَ القضاةِ مَوضِعَ ابنِ أبي دؤاد عن مشورتِه، وقد كان يحيى بن أكثَم هذا من أئمَّة السنة، وعُلماء الناس، ومن المعظِّمين للفقه والحديث واتِّباع الأثَر.

العام الهجري : 237 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 852
تفاصيل الحدث:

وكان سببُ ذلك أنَّ يوسُفَ بنَ محمَّد- عامِلَ أرمينيَّةَ- لَمَّا سار إلى أرمينية خرج إليه بِطْريقٌ يقال له بقراط بن أشوط، ويقال له بِطريقُ البطارقة، يطلبُ الأمان، فأخذه يوسُفُ وابنُه نعمة، فسيَّرَهما إلى باب الخليفة، فاجتمع بطارقة أرمينية مع ابن أخي بقراط بن أشوط، وتحالفوا على قتلِ يوسُفَ، ووافقهم على ذلك موسى بن زرارة، وهو صِهرُ بقراط على ابنتِه، فأتى الخبَرُ يوسف، ونهاه أصحابُه عن المُقام بمكانه، فلم يقبَلْ، فلما جاء الشِّتاء، ونزل الثلج، مكثوا حتى سكنَ الثلج، ثم أتَوه وهو بمدينة طرون، فحصروه بها فخرج إليهم من المدينة فقاتَلَهم، فقتلوه وكلَّ مَن قاتل معه، وأمَّا من لم يقاتِلْ معه، فقالوا له: انزِعْ ثيابَك، وانجُ بنَفسِك عريانًا، ففعلوا ومَشَوا حفاةً عُراةً، فهلك أكثَرُهم من البرد، وسقطت أصابِعُ كثيرٍ منهم، ونجوا، وكان يوسُفُ قبل ذلك قد فَرَّق أصحابَه في رساتيق عمله، فوجَّه إلى كلِّ طائفة منهم طائفةً من البطارقة، فقتلوهم في يومٍ واحد، فلما بلغ المتوكِّلَ وجَّه بغا الكبير إليهم، طالبًا بدَمِ يوسُفَ، فسار إليهم على المَوصِل والجزيرة، فبدأ بأرزن، وبها موسى بن زرارة، فحمَلَ بغا موسى بنَ زرارة إلى المتوكل، وأباح قَتَلَة يوسف، فقتل منهم زُهاءَ ثلاثين ألفًا وسبى منهم خلقًا كثيرًا، فباعهم وسار إلى بلاد الباق، فأسَرَ أشوط بن حمزة أبا العباس.

العام الهجري : 238 العام الميلادي : 852
تفاصيل الحدث:

جاء ثلاثُمائة مركَبٍ للرُّومِ مع ثلاثةِ رُؤساء، فأناخ أحدُهم في مائةِ مركَبٍ بدمياط، وكان على معونةِ مِصرَ عَنبسةُ بن إسحاق الضبِّي، فلما حضَرَ العيدُ أمَرَ الجندَ الذين بدمياط أن يَحضُروا مصر، فساروا منها، فاتَّفَق وصولُ الرومِ وهي فارغةٌ من الجندِ، فنَهَبوا وأحرقوا وسَبَوا، وأحرقوا جامِعَها، وأخذوا ما بها من سلاحٍ ومَتاعٍ، وقَنْدٍ، وغير ذلك، وسَبَوا من النساء المُسلِمات والذِّمِّيات نحو ستمائة امرأة، وأوقَروا سُفُنَهم من ذلك، وكان عنبسةُ قد حَبَس ابنَ الأكشف بدمياط، فكسَرَ قَيدَه، وخرج يقاتِلُهم، وتَبِعَه جماعةٌ، وقتَلَ من الروم جماعةً، وسارت الرومُ إلى أشنوم تنيس من قرى مصر قديما، وكان عليه سورٌ وبابان من حديدٍ قد عَمِلَه المعتَصِم، فنهبوا ما فيه من سلاحٍ، وأخذوا البابينِ، ورجعوا ولم يَعرِضْ لهم أحدٌ.

العام الهجري : 238 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 852
تفاصيل الحدث:

هو أبو المطَرِّف عبدالرحمنِ بنُ الحكَم بن هشام بن عبدالرحمن الداخل، رابِعُ أمراء الأندلس، ويلقَّبُ بالأوسط، أو عبدالرحمن الثاني، ولد عام 176هـ, كان مكثرًا للغَزو، فتصدى للثوراتِ الداخليَّة وعدوان النَّصارى في شمال الأندلُسِ، وغارات النورماند البحريَّة, وكان يحِبُّ العِمرانَ، فبنى المساجِدَ والقصور، وفي عَهدِه كَثُرت وفودُ المشارقة العلماء. توفِّي في قرطبة بعد حُكمٍ دام 32 سنةً، مخلِّفًا من الأولاد 150 من الذكور، و50 من الإناثِ، ثمَّ تولى مِن بعده ابنُه محمد، المعروف بمحمد الأول، الذي دامت إمارتُه 34 عامًا.

العام الهجري : 238 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 852
تفاصيل الحدث:

حاصَرَ بغا مدينة تفليس، وعلى مقَدِّمته زيرك التركي، فخرج إليه صاحبُ تفليس إسحاقُ بنُ إسماعيل فقاتله، فأُسِرَ إسحاق، فأمر بغا بضَربِ عُنُقِه وصَلبِه، وأمَرَ بإلقاء النارِ في النفطِ إلى نحو المدينة، وكان أكثَرُ بنائها من خشَبِ الصَّنَوبر، فأَحرَقَ أكثَرَها، وأحرقَ من أهلِها نحوًا من خمسين ألف إنسان، وخَمِدَت النار بعد يومينِ; لأنَّ نارَ الصنوبر لا بقاء لها، ودخل الجندُ فأسَروا من بقي من أهلِها، واستَلَبُوهم حتى استَلَبوا الموتى. ثمَّ سار بغا إلى مدنٍ أخرى ممَّن كان يمالئُ أهلُها مع من قَتَل نائبَ أرمينية يوسُفَ بن محمد بن يوسف؛ أخذًا بثأره، وعقوبةً لِمَن تجرَّأ عليه.

العام الهجري : 238 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 853
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ الكبيرُ، شَيخُ المَشرِق، سيِّدُ الحُفَّاظ، أبو يعقوب: إسحاق بن إبراهيم بن مَخلَد الحنظلي التيميُّ المروزي، المعروف بابنِ راهَوَيه، ولد بمرو عام 161هـ كان مِن أهل مرو، وسكن نيسابور، أحدُ الأئمَّة الحُفَّاظ، شيخ البخاريِّ وأحمد ومسلم وغيرهم، فكُلُّهم روى عنه، قال الحسن بن عبد الصمد: سمعتُ إسحاقَ بن إبراهيم يقول: أحفَظُ سبعينَ ألف حديثٍ كأنَّها نُصبَ عيني. اجتمع فيه الحديثُ والفِقهُ، والحِفظُ والدِّينُ والوَرَعُ، ولإسحاقَ تصانيفُ، وكان صاحِبَ فقهٍ كالإمام أحمد، وله مسائل مشهورة، قال إسحاقُ: قال لي عبدُ الله بن طاهر أميرُ خراسان: لمَ قيلَ لك: ابنُ راهَوَيه؟ وما معنى هذا، وهل تكرهُ أن يقال لك هذا؟ قلتُ: اعلَمْ- أيُّها الأميرُ- أنَّ أبي وُلِدَ في الطريقِ، فقالت المراوزة: راهَوَيه؛ لأنَّه وُلِدَ في الطريق، وكان أبي يكرهُ هذا، وأمَّا أنا فلستُ أكرهُ ذلك.

العام الهجري : 239 العام الميلادي : 853
تفاصيل الحدث:

أمرَ المتوكِّلُ بأخذِ أهلِ الذِّمَّة بلُبسِ ذِراعَينِ عَسليتيَّن على الأقبيةِ والدراريع، وبالاقتصارِ في مراكِبِهم على ركوبِ البِغالِ والحَميرِ دون الخَيلِ والبَراذينِ، وأمر المتوكِّلُ بهدمِ البِيَعِ المُحدَثةِ في الإسلامِ.

العام الهجري : 239 العام الميلادي : 853
تفاصيل الحدث:

سيَّرَ محمَّدُ بن عبد الرحمن جيشًا مع أخيه الحكَمِ إلى قلعةِ رباح، وكان أهلُ طليطِلة قد خَرَّبوا سُورَها وقتَلوا كثيرًا من أهلِها، وأصلح الحكَمُ سُورَها وأعاد مَن فارَقَها من أهلها إليها، وأصلح حالَها، وتقدَّمَ إلى طليطِلة فأفسد في نواحيها وشَعثِها وسيّرَ محمد أيضًا جيشًا آخَرَ إلى طليطلة، فلما قاربوها خرجت عليهم الجنودُ مِن المكامن، فانهزم العسكَرُ، وأصيب أكثرُ من فيه.

العام الهجري : 239 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 853
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ الحافِظُ الكبيرُ المفَسِّر: أبو الحسن عثمانُ بن محمد بن القاضي بن أبي شيبة إبراهيم خواستى العبسي مولاهم الكوفي، صاحب التصانيفِ، وأخو الحافظ أبي بكرِ بن أبي شيبة، صاحب كتاب "المصنَّف" والقاسِم بن أبي شيبة الضعيف. فهم من بيت علم, وأبو بكر: أجلُّهم. وهو شيخُ البخاري ومسلم، وقد أكثَرَ عنه البخاري في (صحيحه).

العام الهجري : 240 العام الميلادي : 854
تفاصيل الحدث:

خرج الأميرُ محمد بنفسِه إلى طليطلة. فلمَّا عَلِمَ أهلُها بذلك، أرسلوا إلى أردن بن إذفونش صاحِبِ جليقية، يعلمونَه بحَركتِه ويستَمِدُّون به. فبعث إليهم أخاه غثون في جمعٍ عظيمٍ مِن النصارى. فلمَّا عَلِمَ بذلك الأميرُ محمد، وقد كان قاربَ طليطلة، أعملَ الحيلةَ والكيد، وأخذ بالحَزمِ، فعبَّأَ الجيوشُ، وكمَنَ الكمائِنَ بناحية وادي سليط، ثم نصب الردودَ، وطلع في أوائلِ العسكر في قِلَّةٍ من العدد. فلما رأى ذلك أهلُ طليطلة، أعلموا العِلجَ بما عاينُوه من قِلَّةِ المسلمين، فتحرك العِلجُ فَرِحًا، وقد طَمِعَ في الظَّفَر والغنيمةِ وانتهاز الفرصة. فلما التقى الجمعانِ، خرجت الكمائنُ عن يمين وشمال، وتواترت الخيلُ أرسالًا على أرسال، حتى غشى الأعداءَ منهم ظُلَلٌ كالجبال، فانهزم المشرِكونُ وأهلُ طليطلة، وأخَذَتهم السِّلاح، قطعًا بالسيوفِ، وطعنًا بالرماح، فقتل اللهُ عامَّتَهم، وأباد جماعَتَهم. وحُزَّ مِن رؤوسِهم ممَّا كان في المعركة وحواليها ثمانيةُ آلاف رأس، وجُمِعَت ورُصَّت؛ فصار منها جبلٌ علاه المُسلِمونَ، يكَبِّرون ويهلِّلون ويَحمَدونَ ربَّهم ويَشكُرون. وبعث الأميرُ محمَّد بأكثَرِها إلى قرطبة، وإلى سواحِلِ البحر، وإلى العدوة. وانتهى عددُ مَن فُقِدَ منهم في هذه الوقعةِ إلى عشرينَ ألفًا.

العام الهجري : 240 العام الميلادي : 854
تفاصيل الحدث:

وثب أهلُ حِمصٍ بعامِلِهم أبي المُغيث موسى بن إبراهيم الرافعي، وكان قتَلَ رجلًا من رؤسائِهم، فقتلوا جماعةً مِن أصحابه، وأخرجوه، وأخرجوا عامِلَ الخراج، فبعث المتوكِّلُ إليهم عتَّاب بن عتاب، ومحمد بن عبدويه الأنباري، وقال لعتَّاب: قلْ لهم: إنَّ أميرَ المؤمنينَ، قد بَدَّلَكم بعامِلِكم، فإن أطاعوا فوَلِّ عليهم محمد بن عبدويه، فإن أبَوْا فأقمْ وأعلِمْني، حتى أُمِدَّك برجالٍ وفُرسانٍ، فساروا إليهم، فرَضُوا بمحمد بن عبدويه، فعَمِلَ فيهم الأعاجيبَ، حتى أحوَجَهم إلى محاربتِه, فأساء إليهم وعَسَف فيهم، فوثبوا به، وأمَدَّه المتوكِّلُ بجُندٍ مِن دمشق والرملة، فظفر بهم وقتلَ منهم جماعة، وأخرج النَّصارى منها، وهدَمَ كنائِسَهم، وأدخل منها بيعةً في الجامِعِ كانت تجاوِرُه.

العام الهجري : 240 العام الميلادي : 854
تفاصيل الحدث:

هو أفلحُ بن عبدالوهاب بن عبدالرحمن بن رستم، إمامُ الرستميَّة الإباضيَّة الثالث في تاهرت، بويع له للإمامة بعد أبيه عام 190هـ، كان حازِمًا للأمورِ، وقد خرجت عليه كثيرٌ من الحروبِ والفِتَن، كان مؤيِّدًا للأُمَويِّين في الأندلس، وهو الذي أحرق مدينةَ العباسيَّة التي بناها الأغالبةُ عام 239هـ وكافأه على ذلك عبدُالرحمن الأوسط أميرُ الأندلس بمائة ألف دِرهَم، ودامت إمامتُه للرستمية خمسين سنة، واستخلف بعدَه ابنُه أبو اليقظان.