موسوعة أصول الفقه

الفرعُ الثَّاني: المُفرَدُ المَعرَّفُ بالألِف واللَّامِ


الاسمُ المُفرَدُ إذا دَخَلَ عليه الألِفُ واللَّامُ، مِثلُ: الإنسانِ، والدِّرهَمِ، والدِّينارِ، والكافِرِ، والزَّاني، والسَّارِقِ، فهو واقِعٌ على جِنسِ ما دَخَلَ عليه مَعَ استِغراقِ جَميعِ أفرادِه.
ومِثالُه: قَولُ اللهِ تعالى: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [العصر: 1 - 3] .
فلَفظُ الْإِنْسَانَ في الآيةِ مُفرَدٌ مَعرَّفٌ (بأل) المُفيدةِ للِاستِغراقِ، فيَدُلُّ على استِغراقِه لكُلِّ فردٍ مِن أفرادِ الإنسانِ، إلَّا ما استُثنيَ.
وإذا قامَ دَليلٌ على أنَّ (أل) الدَّاخِلةَ على المُفرَدِ لَيسَت للِاستِغراقِ، كقَولِهم: الرَّجُلُ خَيرٌ مِنَ المَرأةِ؛ فلا يَكونُ المُفرَدُ المُعَرَّفُ بالألِفِ واللَّامِ حينَئِذٍ عامًّا؛ لأنَّ التَّفضيلَ وقَعَ في المِثالِ السَّابِقِ بحَسَبِ الجِنسِ لا باعتِبارِ الأفرادِ.
وكذلك إذا كانتِ الإضافةُ عَهديَّةً؛ فإنَّ المُفرَدَ المَعرَّفَ بها لا يَعُمُّ، كقَولِ اللهِ تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا [المزمل: 15-16] .
فإنَّ الرَّسولَ الثَّانيَ المُحَلَّى بـ (أل) هو الرَّسولُ المَعهودُ في أوَّلِ الآيةِ، فلا يَعُمُّ [1248] ينظر لهذا الفرع: ((الواضح)) لابن عقيل (3/354)، ((المطلق والمقيد)) للصاعدي (ص: 51). .

انظر أيضا: