موسوعة أصول الفقه

الفَرعُ الأوَّلُ: تَعريفُ الفِقهِ لُغةً


الفِقهُ لُغةً: ‌الفَهمُ [11] يُنظر: ((العين)) للخليل (3/370)، ((جمهرة اللغة)) لابن دريد (2/ 968)، ((الصحاح)) للجوهري (6/2243). ، وهو القَولُ المشهورُ، الذي عليه الأكثَرُ [12] يُنظر: ((شرح مختصر أصول الفقه)) للجراعي (1/ 56). ويُنظر أيضًا: ((بذل النظر)) للأسمندي (ص:6)، ((الإحكام)) للآمدي (1/6)، ((شرح تنقيح الأصول)) (ص:16)، ((نفائس الأصول)) كلاهما للقرافي (1/118)، ((نهاية الوصول)) لصفي الدين الهندي (1/15)، ((تقريب الوصول)) لابن جزي (ص:138)، ((نهاية السول)) للإسنوي (ص:8)، ((التحبير)) للمرداوي (1/ 153)، ((شرح الكوكب المنير)) لابن النجار (1/ 40). ، ومِن ذلك قَولُ اللهِ تعالى: فَمَالِ هؤلاء الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا [النساء: 78] ، يَفقَهونَ، أي: يَفهَمونَ [13] يُنظر: ((التفسير البسيط)) للواحدي (6/ 614)، ((أضواء البيان)) لمحمد الأمين الشنقيطي (3/ 313). ، وقَولُ موسى عليه السَّلامُ: وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي [طه: 28] ، أي: يَفهَموا كَلامي [14] يُنظر: ((تفسير الخازن)) (3/ 204)، ((فتح القدير)) للشوكاني (3/ 429). ،وقَولُه تعالى: قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ [هود: 91] ، نَفْقَهُ، أي: نَفهَمُ [15] يُنظر: ((تفسير السمعاني)) (2/ 453)، ((تفسير القرطبي)) (9/ 91). .
ومِنه قَولُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيرًا يُفقِّهْه في الدِّينِ)) [16] أخرجه البخاري (71)، ومسلم (1037) من حديثِ مُعاويةَ بنِ أبي سُفْيانَ رَضِيَ اللهُ عنهما. . قَولُه: ((يُفَقِّهْه)) أي: يُفَهِّمْه [17] يُنظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (1/ 161)، ((عمدة القاري)) للعيني (2/ 42). .
وقيلَ: الفِقهُ: فهمُ الأشياءِ الدَّقيقةِ [18] يُنظر: ((الإبهاج)) لتقي الدين السبكي (2/ 72). ونَقَلَ القَرافيُّ عن أبي إسحاقَ الشِّيرازيِّ أنَّ الفِقهَ في اللُّغةِ: إدراكُ الأشياءِ الخَفيَّةِ. ثُمَّ قال عن هذا القَولِ: (هو الذي يَظهَرُ لي). ((شرح تنقيح الفصول)) (ص: 16). ويُنظر أيضًا: ((شرح اللمع)) للشيرازي (1/157)، ((البحر المحيط)) للزركشي (1/ 32). ، وقيلَ: فَهمُ غَرَضِ المُتَكَلِّمِ مِن كَلامِه [19] ممَّن اختاره أبو الحُسَين البصريُّ في ((المعتمد)) (1/ 4)، والرازي في ((المحصول)) (1/ 78)، والجرجاني في ((التعريفات)) (ص: 168). ويُنظر أيضًا: ((الإبهاج)) للسبكي (2/ 72)، ((الشامل)) لعبدالكريم النملة (ص: 88- 91). قال ابنُ القَيِّمِ: (الفِقهُ أخَصُّ مِنَ الفَهمِ، وهو فَهمُ مُرادِ المُتَكَلِّمِ مِن كَلامِه، وهذا قَدرٌ زائِدٌ على مُجَرَّدِ فَهمِ وضعِ اللَّفظِ في اللُّغةِ، وبحَسَبِ تَفاوُتِ مَراتِبِ النَّاسِ في هذا تَتَفاوَتُ مَراتِبُهم في الفِقهِ والعِلمِ). ((إعلام الموقعين)) (1/ 438). ، وقيل غيرُ ذلك [20] قيلَ: الفِقهُ: العِلمُ. وقيلَ: العِلمُ والفهمُ مَعًا. وقيلَ: الفهمُ والمَعرِفةُ. وقيلَ: استِخراجُ الغَوامِضِ والاطِّلاعُ عليها، وقيلَ غَيرُ ذلك. يُنظر: ((قواطع الأدلة)) للسمعاني (1/20)، ((المستصفى)) للغزالي (ص:5)، ((الإحكام)) للآمدي (1/6)، ((نهاية الوصول)) لصفي الدين الهندي (1/16)، ((البحر المحيط)) للزركشي (1/30)، ((شرح مختصر أصول الفقه)) للجراعي (1/ 56)، ((الشامل)) لعبدالكريم النملة (ص: 89). .

انظر أيضا: