موسوعة أصول الفقه

المَطلَبُ الرَّابِعُ: أقسامُ المُقَيَّدِ ومَراتِبُه


يَنقَسِمُ المُقَيَّدُ إلى قِسمَينِ:
1- المُقَيَّدُ مِن كُلِّ وَجهٍ، أو على الإطلاقِ: وهو اللَّفظُ الذي لا اشتِراكَ فيه أصلًا، كَأسماءِ الأعلامِ.
2- المُقَيَّدُ مِن وجهٍ دونَ وَجهٍ، نَحوُ: رَقَبةٍ مُؤمِنةٍ، ورَجُلٍ عالِمٍ [2181] يُنظر: ((نهاية الوصول)) لصفي الدين الهندي (5/1771)، ((الإبهاج)) لابن السبكي ووالده (4/1549). .
مَراتِبُ المُقَيَّدِ:
تَتَفاوتُ مَراتِبُ المُقَيَّدِ في تَقييدِه باعتِبارِ قِلَّةِ القُيودِ وكَثرَتِها؛ فما كانت قُيودُه أكثَرَ كانت رُتبَتُه في التَّقييدِ أعلى، وهو فيه أدخَلُ؛ فقَولُه: أعتِقْ رَقَبةً مُؤمِنةً مُصَلِّيةً سُنِّيَّةً، أعلى رُتبةً في التَّقييدِ مِن قَولِه: أعتِقْ رَقَبةً مُؤمِنةً.
وقَولُ اللهِ سُبحانَه وتعالى: عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا [التحريم: 5] أعلى رُتبةً في التَّقييدِ مِن قَولِه: مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ لا غَيرُ.
وقَولُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ [التوبة: 112] أعلى وأدخَلُ في التَّقييدِ مِنِ اقتِصارِه على بَعضِ الصِّفاتِ المَذكورةِ؛ فكُلَّما كَثُرَتِ الأوصافُ المُخَصِّصةُ المُمَيِّزةُ للذَّاتِ مِن غَيرِها كانت رُتبةُ التَّخصيصِ والتَّقييدِ فيها أعلى [2182] يُنظر: ((شرح مختصر الروضة)) للطوفي (2/633)، ((شرح مختصر أصول الفقه)) للجراعي (3/12)، ((التحبير)) للمرداوي (6/2714)، ((المدخل)) لابن بدران (ص: 261). .

انظر أيضا: