غريب الكلمات:
السَّائِحُونَ: أي: الصَّائمونَ، وأصلُ السَّائِحِ: الذَّاهِبُ في الأرضِ [1878] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 193)، ((تفسير ابن جرير)) (12/10)، ((المفردات)) للراغب (ص: 431)، ((تذكرة الأريب)) لابن الجوزي (ص: 147). قال الأزهري: (وقِيل للصَّائِمِ: سائحٌ؛ لأنَّ الذي يسيحُ مُتَعبِّدًا يذهبُ في الأرضِ لا زادَ معه، فحينَ يَجِدُ الزَّادَ يَطْعَمُ، والصائمُ لا يَطْعَم أَيْضًا، فلشَبهِه به سُمِّي سائحًا). ((تهذيب اللغة)) (5/113). وقال الرَّازي بعد أنْ ذكَرَ الوجهَ الأوَّلَ في تسميةِ الصَّائمِ سائحًا- ونقَلَه عن الأزهري- قال: (الثاني: أنَّ أصلَ السياحةِ الاستمرارُ على الذَّهابِ في الأرضِ، كالماءِ الذي يسيحُ، والصَّائِمُ يستمِرُّ على فعلِ الطَّاعةِ، وتَركِ المُشتَهى، وهو الأكلُ والشُّرب والوِقاعُ، وعندي فيه وجهٌ آخَرُ: وهو أنَّ الإنسانَ إذا امتنَعَ مِن الأكلِ والشُّربِ والوِقاعِ، وسَدَّ على نفسِه أبوابَ الشَّهواتِ؛ انفتَحَت عليه أبوابُ الحكمةِ، وتجَلَّت له أنوارُ عالَم الجلالِ... فيصيرُ مِن السَّائحينَ في عالَمِ جلالِ اللهِ، المُنتَقلينَ مِن مقامٍ إلى مقامٍ، ومن درجةٍ إلى درجةٍ، فيحصلُ له سياحةٌ في عالَم الرُّوحانيَّاتِ). ((تفسير الرازي)) (16/154). .