موسوعة أصول الفقه

الفرعُ الرَّابِعُ: مُراعاةُ حالِ المُفتي حينَ السُّؤالِ


يَجِبُ على المُستَفتي أن يُراعيَ الحالَ التي عليها المُفتي حينَ استِفتائِه، فلا يَسألَه وهو مُنشَغِلُ الذِّهنِ؛ إمَّا بغَضَبٍ، أو حُزنٍ شَديدٍ، أو فرَحٍ شَديدٍ، مِمَّا قد يَكونُ سَبَبًا في عَدَمِ اكتِمالِ تَصَوُّرِ المَسألةِ، وعَدَمِ استِحضارِ الأدِلَّةِ في ذِهنِ المُفتي.
قال النَّوويُّ: (ومِن آدابِ المُستَفتي أن لا يَسألَ المُفتيَ وهو قائِمٌ أو مَشغولٌ بما يَمنَعُه مِن تَمامِ الفِكرِ) [657] ((روضة الطالبين)) (11/106). .
وهذا الأدَبُ شامِلٌ للمُفتي والمُستَفتي، فلا يُفتي المُفتي وهو مُنشَغِلُ الذِّهنِ، وكذلك لا يُجيبُ عنِ الاستِفتاءِ وهو بهذه الحالِ، وعلى المُستَفتي ألَّا يَسألَه في وقتٍ غَيرِ مُناسِبٍ، كسُؤالِه في أوقاتٍ مُتَأخِّرةٍ مِنَ اللَّيلِ، أوِ الاتِّصالِ به أثناءَ وقتِ الصَّلاةِ المَفروضةِ، ونَحوِ ذلك مِنَ الأوقاتِ غَيرِ المُناسِبةِ، ولا يَسألُه وهو في مَكانٍ غَيرِ مُناسِبٍ للفتوى كذلك.

انظر أيضا: