logo
logo
En

موسوعة أصول الفقه

المراجع المعتمدة اعتماد منهجية الموسوعة منهج العمل في الموسوعة
المراجع المعتمدة اعتماد منهجية الموسوعة منهج العمل في الموسوعة

الفَرعُ الثَّاني: أقسامُ القياسِ باعتِبارِ النَّظَرِ إلى العِلَّةِ الجامِعةِ

انظر أيضا

يَنقَسِمُ بهذا الاعتِبارِ إلى قِسمَينِ: قياسِ العِلَّةِ، وقياسِ الشَّبَهِ [1567] يُنظر: ((التلخيص)) لإمام الحرمين (3/235)، ((بداية المجتهد)) لابن رشد (1/11)، ((تقريب الوصول)) لابن جزي (ص: 186). .
الأوَّلُ: قياسُ العِلَّةِ [1568] يُنظر: ((التلخيص)) لإمام الحرمين (3/235)، ((تقريب الوصول)) لابن جزي (ص: 186). : وهو الذي يَكونُ الجامِعُ فيه بَينَ الأصلِ والفَرعِ وَصفًا هو عِلَّةُ الحُكمِ، بأن تُستَنبَطَ عِلَّةُ الأصلِ، ويُرَدُّ الفَرعُ إلى الأصلِ بعِلَّة الأصلِ، وهذا هو القياسُ المُتَّفَقُ عليه عِندَ القائِلينَ بالقياسِ.
مِثلُ: تَحريمِ النَّبيذِ المُسكِرِ بالقياسِ على الخَمرِ، والجامِعُ بَينَهما الإسكارُ، وهو عِلَّةُ التَّحريمِ.
الثَّاني: قياسُ الشَّبَهِ [1569] يُنظر: ((تقريب الوصول)) لابن جزي (ص: 186). : وهو الذي يَكونُ الجامِعُ فيه وصفًا ليسَ بعِلَّةٍ في الحُكمِ، بأن يُلحَقَ فرعٌ بأصلٍ؛ لكَثرةِ شَبَهِه بالأصلِ في الأوصافِ، مِن غَيرِ أن يُعتَقَدَ أنَّ الأوصافَ التي شابَهَ الفَرعُ فيها الأصلَ هيَ عِلَّةُ حُكمِ الأصلِ.
مِثلُ: إيجابُ النِّيَّةِ في الوُضوءِ بالقياسِ على التَّيَمُّمِ، والجامِعُ بَينَهما أنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنهما طَهارةٌ مِن حَدَثٍ، والطَّهارةُ مِن حَدَثٍ ليسَت عِلَّةً لوُجوبِ النِّيَّةِ، وإنَّما هيَ وصفٌ يَشتَرِكُ فيه الأصلُ والفَرعُ.
واتَّفقَ القائِلونَ بالقياسِ على أنَّ قياسَ العِلَّةِ حُجَّةٌ، واختَلفوا في الاحتِجاجِ بقياسِ الشَّبَهِ؛ لضَعفِه [1570] يُنظر: ((تقريب الوصول)) لابن جزي (ص: 186). ويُنظر ما تقدم في حكم إثبات العلة بالشبه. .
ولذلك اختَلف الفُقَهاءُ في حُكمِ النِّيَّةِ في الوُضوءِ، وسَبَبُ اختِلافِهم: تَرَدُّدُ الوُضوءِ بَينَ أن يَكونَ عِبادةً مَحضةً، أي: غَيرَ مَعقولةِ المَعنى، وإنَّما يُقصَدُ بها القُربةُ فقَط، كالصَّلاةِ وغَيرِها، وبَينَ أن يَكونَ عِبادةً مَعقولةً المَعنى، كغَسلِ النَّجاسةِ؛ فإنَّهم لا يَختَلفونَ أنَّ العِبادةَ المَحضةَ مُفتَقِرةٌ إلى النِّيَّةِ، والعِبادةُ المَفهومةُ المَعنى غَيرُ مُفتَقِرةٍ إلى النِّيَّةِ، والوُضوءُ فيه شَبَهٌ مِن العِبادَتَينِ؛ ولذلك وقَعَ الخِلافُ فيه، وذلك أنَّه يَجمَعُ عِبادةً ونَظافةً، والفِقهُ: أن يُنظَرَ بأيِّهما هو أقوى شَبَهًا فيُلحَقُ به [1571] يُنظر: ((بداية المجتهد)) لابن رشد (1/15). .

انظر أيضا:
السابق
التالي