موسوعة أصول الفقه

الفَرعُ الأوَّلُ: تَعريفُ المُشتَرَكِ لُغةً


المُشتَرَكُ لُغةً: اسمُ مَفعولٍ مِنَ الفِعلِ (اشتَرَكَ)، ومادَّةُ (شرك) هنا تَدُلُّ على مُقارَنةٍ وخِلافِ انفِرادٍ، يُقالُ: شارَكَه وتَشارَكوا واشتَرَكوا. والشَّرِكةُ: أن يَكونَ الشَّيءُ بَينَ اثنَينِ لا يَنفرِدُ به أحَدُهما. وطَريقٌ مُشتَرَكٌ: يَستَوي فيه النَّاسُ، ومِنه الأجيرُ المُشتَرَكُ: وهو الذي لا يَخُصُّ أحَدًا بعَمَلِه، بَل يَعمَلُ لكُلِّ مَن يَقصِدُه بالعَمَلِ، واسمٌ مُشتَرَكٌ: تَشتَرِكُ فيه مَعانٍ كَثيرةٌ، كالعَينِ ونَحوِها؛ فإنَّه يَجمَعُ مَعانيَ كَثيرةً [105] يُنظر: ((تهذيب اللغة)) للأزهري (10/13)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/ 265)، ((لسان العرب)) لابن منظور (10/448)، ((المصباح المنير)) للفيومي (1/311)، ((تاج العروس)) للزبيدي (27/ 228). .
والمُشتَرَكُ: مَأخوذٌ مِنَ الاشتِراكِ، وهو التَّساوي؛ فالِاسمُ المُتَساوي في تَناوُل المُسَمَّياتِ على البَدَلِ يُسَمَّى مُشتَرَكًا؛ لانطِلاقِه على هذا في حالٍ، وعلى الآخَرينَ في حالٍ أُخرى، كالشَّريكَينِ يَنتَفِعانِ بالشَّيءِ المُشتَرَكِ بَينَهما.
ومَعنى المُشتَرَكِ: أي: المُشتَرَكُ فيه، لَكِنَّهم يَحذِفونَ (فيه) إمَّا لكَثرةِ دَورانِه في كَلامِهم، وإمَّا لكَونِه جُعِلَ لَقَبًا [106] يُنظر: ((ميزان الأصول)) لعلاء الدين السمرقندي (ص: 340)، ((الكافي)) للسغناقي (1/211)، ((البحر المحيط)) للزركشي (2/377). .

انظر أيضا: