موسوعة أصول الفقه

المَسألةُ الثَّالِثةُ: وُقوعُ التَّأكيدِ حَقيقةً


التَّأكيدُ واقِعٌ في اللُّغةِ [221] يُنظر: ((نهاية الوصول)) لصفي الدين الهندي (1/209)، ((البحر المحيط)) للزركشي (2/371)، ((تيسير الوصول)) لابن إمام الكاملية (2/288). .
قال ابنُ حَزمٍ: (التَّأكيدُ في اللُّغةِ مَوجودٌ كَثيرٌ، كتَكرارِه تعالى ما كَرَّرَ مِنَ الأخبارِ، وكتَكرارِه عَزَّ وجَلَّ في سورةٍ واحِدةٍ: فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ إحدى وثَلاثينَ مَرَّةً، ووَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم: 27] ولَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء: 23] ؛ ولهذا أعظَمُ الفائِدةِ؛ لأنَّه تعالى عَلِم أنَّه سَيَكونُ في خَلقِه قَومٌ أمثالُهم يَرومونَ إبطالَ الحَقائِقِ، فحَسَمَ مِن دَعاويهم ما شاءَ بالتَّأكيدِ، وليُقيمَ بذلك الحُجَّةَ عليهم) [222] يُنظر: ((الإحكام)) (3/105). .
والوُقوعُ دَليلُ الجَوازِ؛ فإنَّه بَعدَ الاستِقراءِ والتَّتَبُّعِ ثَبَتَ وُجودُ الألفاظِ المُؤَكِّدةِ لألفاظٍ أُخرى، مِثلُ: "جاءَ زَيدٌ عَينُه"، و "جاءَ العُلَماءُ كُلُّهم"، ونَحوِ ذلك [223] يُنظر: ((نهاية الوصول)) لصفي الدين الهندي (1/210)، ((البحر المحيط)) للزركشي (2/371)، ((المهذب)) لعبد الكريم النملة (3/ 1136). .

انظر أيضا: