أسماء السورة:
سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ الإِخْلاصِ [1] قال الفيروزابادي: (سُمِّيت سورةَ الإخلاصِ؛ لأَنَّها خالصُ التَّوحيدِ؛ وسببُ خلاصِ أهْلِه). ((بصائر ذوي التمييز)) (2/173). وقال ابن عاشور: (واشْتُهِرَ هذا الاسمُ؛ لاختِصارِه، وجَمْعِه مَعانيَ هذه السُّورةِ؛ لأنَّ فيها تعليمَ النَّاسِ إخلاصَ العبادَةِ لله تعالَى، أي: سلامةَ الاعتقادِ مِن الإشراكِ باللهِ غيرَه في الإلَهِيَّةِ). ((تفسير ابن عاشور)) (30/609). وقال ابنُ عثيمين: (سُمِّيت به؛ لأنَّ اللهَ تعالى أخلَصَها لنَفْسِه، فلَمْ يَذكُرْ فيها إلَّا ما يَتعَلَّقُ بأسمائِه وصِفاتِه، ولأنَّها تُخَلِّصُ قارِئَها مِن الشِّركِ والتَّعطيلِ). ((مذكرة على العقيدة الواسطية)) (ص: 13). وسُمِّيت أيضًا: الأساسَ، والمقشقِشةَ [أي: المبرئة، وهو مِن قَشْقَشَ المريضُ: إذا صحَّ وبَرِئَ]، والتَّوحيدَ، والتَّجريدَ... إلى غيرِ ذلك، وقد ذكروا لها أكثرَ من عِشرينَ اسْمًا. يُنظر: ((تفسير الرازي)) (32/357)، ((تفسير الألوسي)) (15/503)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/609). .
وسُمِّيت أيضًا بـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ؛ فعن أبي الدَّرْداءِ رضِيَ الله عنه، عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: ((أَيَعْجِزُ أحَدُكم أن يَقرأَ في لَيلةٍ ثُلُثَ القُرآنِ؟ قالوا: وكيف يَقرأُ ثُلُثَ القُرآنِ؟ قال: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ)) [2] أخرجه مسلم (811). وأخرجه البخاري (5015) من حديث أبي سعيد الخدري. .
ويُطلَقُ عليها مع سورتَيِ (الفَلَقِ) و(النَّاسِ): (المُعَوِّذاتُ):
عن عُقْبةَ بنِ عامِرٍ رضِيَ الله عنه، قال: ((أمَرَني رَسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن أَقرأَ بالمُعَوِّذاتِ [3] قال ابنُ حجر: (المُعَوِّذاتِ أي: السُّوَرِ الثَّلاثِ، وذكَر سورةَ الإخلاصِ معهما تغليبًا؛ لِما اشتمَلَت عليه مِن صفةِ الرَّبِّ، وإن لم يصرَّحْ فيها بلَفظِ التَّعويذِ). ((فتح الباري)) (9/62). في دُبُرِ كلِّ صَلاةٍ)) [4] أخرجه أبو داودَ (1523)، والنَّسائيُّ (1336)، وأحمدُ (17417) واللَّفظُ لهم، والترمذيُّ (2903) باختلافٍ يسيرٍ. صحَّحه ابنُ حِبَّانَ في ((صحيحه)) (2004)، وابنُ حجر في ((نتائج الأفكار)) (2/290)، والألبانيُّ في ((صحيح سنن أبي داود)) (1523)، وشعيبٌ الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (28/ 634). وذكر ابنُ باز في ((الفوئد العلمية)) (6/335) أنَّ له طرقًا جيِّدةً. .