المعنى الإجمالي:
يقول الله تعالى: وقال لهم أبوهم لَمَّا أرادوا الذَّهابَ إلى مصرَ: يا أبنائي إذا دخَلتُم أرضَ مصرَ فلا تدخُلوا مِن بابٍ واحدٍ، ولكن ادخُلوها مِن أبوابٍ مُتفَرِّقةٍ، وإنِّي إذ أُوصيكم بهذا لا أدفَعُ عنكم شيئًا قضاه اللَّهُ عليكم، فما الحُكمُ إلَّا للَّهِ وَحدَه، عليه اعتَمَدتُ ووَثِقتُ، وعليه وَحدَه يعتَمِدُ المؤمِنونَ، ولَمَّا دخَلوا من أبوابٍ مُتفَرِّقةٍ كما أمَرَهم أبوهم، ما كان ذلك لِيَدفعَ قضاءَ اللَّهِ عنهم، ولكِنْ حاجة في نَفسِه قضاها، وهي دخولُهم متفرِّقينَ شفقةً عليهم، وإنَّ يعقوبَ لصاحِبُ عِلمٍ عظيمٍ بأمرِ دينِه علَّمَه اللَّهُ له، ولكنَّ أكثرَ النَّاسَ لا يعلمونَ ما يَعلَمُه يعقوبُ عليه السَّلامُ مِن أمرِ دينِه وعواقِبِ الأمورِ ودقائِقِ الأشياءِ.