يَرْتَعْ: أي: يأكلْ ويَنعَمْ، وأصلُ (رتع): يدل على الاتِّساعِ في المأكَلِ [122] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 212)، ((تفسير ابن جرير)) (13/26)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/486)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 240)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 989). .
يخبرُ الله تعالى عن طلبِ إخوةِ يوسُفَ من أبيهم أن يأذنَ في خروجِ يوسفَ معهم، وذلك بعدَ اتِّفاقِهم على إبعادهِ، وأنهم قالوا لأبيهم: يا أبانا ما لك لا تأمَنُنا على يوسُفَ مع أنَّه أخونا، ونحن نُريدُ له الخيرَ، ونُشفِقُ عليه ونرعاه، ونخُصُّه بخالِصِ النُّصحِ؟ أرسِلْه معنا غدًا يأكُلْ ويَنشَطْ ويَفرحْ، ويلعَبْ بالاستِباقِ ونحوِه، وإنَّا لحافِظونَ له من كلِّ ما تخافُ عليه. قال يعقوبُ: إنِّي لَيؤلِمُ نفسي ذهابُكم به، ومُفارقتُه لي، وأخشى أن يأكُلَه الذِّئبُ وأنتم عنه غافِلونَ، فقال إخوةُ يوسُفَ لوالِدِهم: لئنْ أكَلَه الذِّئبُ ونحن جماعةٌ قويَّةٌ، إنَّا إذًا لخاسِرونَ، لا خيرَ فينا، ولا نَفعَ يُرْجَى منَّا.
قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11).
مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبلَها:
أنَّه لَمَّا تقرَّرَ في أذهانِ إخوةِ يوسُفَ التَّفريقُ بين يوسُفَ وأبيه، أعمَلوا الحِيلةَ على يعقوبَ، وتلطَّفوا في إخراجِه معهم، وذَكَروا نُصحَهم له، وما في إرسالِه معهم مِن انشراحِ صَدرِه بالارتِعاءِ واللَّعِب، وذكَروا حِفظَهم له ممَّا يَسوءُه [123] يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (6/244). .
قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ.
أي: قال إخوةُ يوسُفَ لأبيهم يعقوبَ عليه السَّلامُ، وقد عزموا على إلقاءِ يوسُفَ في قَعرِ البِئرِ: يا أبانا لمَ تخافُ منَّا على يوسُفَ، فلا تأمَنُنا عليه [124] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (13/24)، ((الوسيط)) للواحدي (2/602)، ((تفسير ابن كثير)) (4/373). ؟!
وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ.
أي: وإنَّا لناصِحونَ ليوسُفَ بالحِفظِ والرِّعايةِ والنَّفعِ له [125] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (13/24)، ((تفسير القرطبي)) (9/138)، ((تفسير السعدي)) (ص: 394)، ((تفسير ابن عاشور)) (12/228). .
أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12).
مُناسبةُ الآيةِ لِما قَبْلَها:
لَمَّا نَفَوا عن أنفُسِهم التُّهمةَ المانِعةَ مِن عدَمِ إرسالِه معهم، ذَكَروا له مِن مَصلحةِ يوسُفَ وأُنسِه- الذي يُحبُّه أبوه له- ما يقتضي أن يسمَحَ بإرسالِه معهم، فقالوا [126] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 394). :
أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ.
القِراءاتُ ذاتُ الأثَرِ في التَّفسيرِ:
1- قراءةُ نَرْتَعِ وَنَلْعَبْ بالنونِ فيهما، وكسرِ العينِ في نَرْتَعِ؛ بإخبارِ إخوةِ يوسُفَ عليه السَّلامُ عن أنفُسِهم [127] قرأ بها ابنُ كثيرٍ. يُنظر: ((النشر)) لابن الجزري (2/293). .
2- قراءةُ يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ بالياءِ فيهما، وكسرِ العينِ في يَرْتَعِ ؛ بإسنادِ الفِعلِ إلى يوسُفَ، والإخبارِ بذلك عنه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ [128] قرأ بها أبو جعفرٍ ونافعٌ. يُنظر: ((النشر)) لابن الجزري (2/293). .
وقراءةُ نَرْتَعِ ويَرْتَعِ بكسرِ العينِ فيهما، مِن الرعي، على معنَى: يَرتعِي ماشيتَنا، قيل: ليتدربَ على الرعيِ وحفظِ المالِ، أو مِن الرعايةِ، وهي الحفظُ، على معنَى: نرعَى ويحرسُ بعضُنا بعضًا [129] يُنظر: ((الحجة في القراءات السبع)) لابن خالويه (ص: 193، 194)، ((معاني القراءات)) للأزهري (2/46)، ((حجة القراءات)) لابن زنجلة (ص: 355)، ((تفسير الرسعني)) (3/282)، ((تفسير ابن عطية)) (3/224). .
3- قراءةُ نَرْتَعْ وَنَلْعَبْ بالنُّونِ فيهما؛ بإخبارِ إخوةِ يوسُفَ عليه السَّلامُ عن أنفُسِهم [130] قرأ بها أبو عمروٍ وابنُ عامرٍ. يُنظر: ((النشر)) لابن الجزري (2/293). .
4- قراءةُ يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ بالياءِ فيهما؛ بإسنادِ الفِعلِ إلى يوسُفَ، والإخبارِ بذلك عنه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ [131] قرأ بها الباقون. يُنظر: ((النشر)) لابن الجزري (2/293). .
والمعنَى على هاتينِ القراءتينِ: نَرْتَعْ ويَرْتَعْ بسكونِ العينِ فيهما- هو: اللهوُ والاتساعُ في أكلِ الفواكهِ وغيرِها [132] يُنظر: ((الحجة في القراءات السبع)) لابن خالويه (ص: 193، 194)، ((معاني القراءات)) للأزهري (2/46)، ((حجة القراءات)) لابن زنجلة (ص: 355)، ((تفسير الرسعني)) (3/282)، ((تفسير ابن عطية)) (3/224). .
أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ.
أي: ابعَثْه معَنا غدًا يأكُلْ ويَلْهُ، ويتنَزَّهْ في البرِّيَّة، وينشَطْ ويلعَبْ [133] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (13/28)، ((تفسير ابن كثير)) (4/373)، ((تفسير السعدي)) (ص: 394)، ((تفسير ابن عاشور)) (12/229). .
وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.
أي: وإنَّا لحافِظونَ ليوسُفَ، وسنَحميه من أن ينالَه مَكروهٌ أو أذًى [134] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (13/28)، ((تفسير ابن كثير)) (4/373)، ((تفسير السعدي)) (ص: 394). .
قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13).
قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ.
أي: قال يعقوبُ لأولادِه: إنِّي ليَحزُنُني ذَهابُكم بيوسُفَ إلى البَرِّيَّة، ويشُقُّ عليَّ غيابُه عنِّي [135] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (13/29)، ((تفسير القرطبي)) (9/140)، ((تفسير ابن كثير)) (4/373)، ((تفسير السعدي)) (ص: 394). .
وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ.
أي: وأخافُ أن يأكُلَه الذِّئبُ، وأنتم مَشغولونَ عنه، لا تَشعرونَ بذلك [136] يُنظر: ((تفسير القرطبي)) (9/141)، ((تفسير ابن كثير)) (4/373)، ((تفسير ابن عاشور)) (12/231). .
قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ (14).
أي: قالوا لأبيهم: لَئِن أكلَ الذِّئبُ يوسُفَ، والحالُ أنَّنا جماعةٌ معه، ولم نستَطِعْ حِفظَه من الذِّئبِ- إنَّا إذًا لعَجَزةٌ هالِكونَ، لا خيرَ فينا، ولا نفعَ منَّا [137] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (13/29)، ((تفسير القرطبي)) (9/141)، ((تفسير ابن كثير)) (4/373)، ((تفسير الشوكاني)) (3/13). .
قولُ الله تعالى: قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ إنَّما ذكَرَ يعقوبُ عليه السَّلامُ أنَّ ذَهابَهم به غدًا يُحدِثُ به حُزنًا مُستقبلًا؛ ليصرِفَهم عن الإلحاحِ في طلَبِ الخُروجِ به؛ لأنَّ شأنَ الابنِ البارِّ أن يتَّقيَ ما يَحزُنُ أباه [138] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (12/231). .
1- قولُ الله تعالى: قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ في هذا القَولِ الذي تواطَؤوا عليه عند أبيهم عبرةٌ مِن تواطُؤِ أهلِ الغرَضِ الواحِدِ على التحَيُّلِ لنَصبِ الأحابيلِ لتَحصيلِ غرَضٍ دَنيءٍ [139] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (12/229). .
2- في قَولِهم: مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا دليلٌ على أنَّهم تقدَّمَ منهم سؤالٌ في أن يَخرُجَ معهم، وذكروا سبَبَ الأمنِ وهو النُّصحُ، أي: لمَ لا تأمَنُنا عليه، وحالتُنا هذه؟ والنُّصحُ دليلٌ على الأمانة؛ ولهذا قُرِنَا في قَولِه: نَاصِحٌ أَمِينٌ الأعراف: 68، وكان قد أحَسَّ منهم قبلُ ما أوجبَ ألَّا يأمَنَهم عليه [140] يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (6/244). .
3- قولُهم: أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ في لَفْظةِ: أَرْسِلْهُ دليلٌ على أنَّ يعقوبَ عليه السلامُ كان يُمسِكُه، ويَصحَبُه دائمًا [141] يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (6/245). .
4- قال تعالى حكايةً لِقَولِ إخوةِ يوسُفَ: أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ فعَلَّلوا طَلَبَه، والخروجَ به، بما يمكِنُ أن يستهويَ يوسُفَ لِصِباه؛ من الرُّتوعِ، واللَّعِب، والنَّشاطِ [142] يُنظر: ((تفسير ابن عطية)) (3/224). .
5- قيل: قد صدَّقَت هذه القِصَّةُ المَثَلَ السَّائرَ، وهو قولُهم: (البَلاءُ مُوكَّلٌ بالمَنطِقِ)؛ فإنَّ يعقوبَ عليه السَّلامُ قال في حقِّ يوسُفَ: وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ، فابْتُلِيَ مِن ناحيةِ هذا القولِ؛ لأنَّهم لم يَعْتَلُّوا على أبيهم إلا بالشيءِ نفسِه الذي سمِعوه يَنطِقُ به، لا غيرِه [143] يُنظر: ((النكت الدالة على البيان)) للقصاب (1/611)، ((تفسير القاسمي)) (6/197). .
6- اقتَصَر إخوةُ يوسفَ على جوابِ خوفِ يعقوبَ عليه السَّلامُ مِن أكلِ الذِّئبِ بقولهم: لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ؛ لأنَّه السَّببُ القويُّ في المنعِ، دونَ الحزنِ؛ لِقصَرِ مُدَّتِه، بِناءً على أنَّهم يأتون به عن قريبٍ [144] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (4/258). .
1- قولُه تعالى: قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ
- قولُه: قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ استئنافٌ بيانيٌّ؛ لأنَّ سَوْقَ القِصَّةِ يَستَدعي تَساؤُلَ السَّامِعِ عمَّا جَرى بعدَ إشارةِ أخيهم عليهم، وهل رجَعوا عمَّا بَيَّتوا، وصمَّموا على ما أشار به أخوهم [145] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (12/227). .
- قولُه: قَالُوا يَا أَبَانَا فيه الخطابُ بنَسَبِ الأُبوَّةِ؛ تَحريكًا لِسلسلةِ النَّسَبِ بينَه وبينَهم، وتذكيرًا لِرابطةِ الأُخوَّةِ بينَهم وبينَ يوسُفَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ؛ لِيتَسبَّبوا بذلك إلى استِنْزالِه عليه السَّلامُ عن رأيِه في حِفْظِه منهم، لَمَّا أحَسَّ منهم بأماراتِ الحسَدِ والبغيِ [146] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (4/257). .
- قولُه: مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ الاستفهامُ في مَا لَكَ مُستعمَلٌ في الإنكارِ على نفْيِ الائتمانِ [147] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (4/257). .
- وتقديمُ الجارِّ والمجرورِ لَهُ على المبتَدَأِ لَنَاصِحُونَ؛ للقَصْرِ الادِّعائيِّ؛ جعَلوا أنفُسَهم لِفَرْطِ عِنايتِهم به بمَنزِلةِ مَن لا يَحفَظُ غيرَه، ولا يَنصَحُ غَيرَه [148] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (12/229). .
2- قولُه تعالى: أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
- قولُه: وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ فيه التَّأكيدُ بإيرادِ الجملةِ اسميَّةً، وتَحلِيَتِها بـ (إنَّ) واللَّامِ، وإسنادُ الحفظِ إلى كلِّهم، وتقديمُ لَهُ على الخبَرِ؛ احتِيالًا في تَحصيلِ مَقصِدِهم [149] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (4/257). .
3- قولُه تعالى: قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ
- قولُه: قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي فيه التَّأكيدُ بـ (إنَّ) واللَّامِ؛ لِقَطعِ إلحاحِهم بتَحْقيقِ أنَّ حُزنَه لفِراقِه ثابتٌ؛ تَنزيلًا لهم مَنزِلةَ مَن يُنكِرُ ذلك، إذ رأى إلحاحَهم [150] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (12/232). .
- قولُه: وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ خصَّ الذِّئبَ؛ لأنَّه كان السَّبُعَ الغالِبَ على قُطْرِه، أو لصِغَرِ يُوسُفَ؛ فخاف عليه هذا السَّبُعَ الحقيرَ [151] يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (6/246). .
4- قولُه تعالى: قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ
- قولُه: قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ فيه التَّأكيدُ باللَّامِ الموطِّئةِ للقَسَمِ في لَئِنْ، و(إنَّ) ولامِ الابتداءِ، و(إذًا) الجوابيَّةِ في إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ؛ تحقيقًا لِحُصولِ خُسرانِهم على تقديرِ حُصولِ الشَّرطِ، والمرادُ: الكنايةُ عن عدَمِ تَفريطِهم فيه، وعن حِفظِهم إيَّاه؛ لأنَّ المرء لا يَرضى أن يوصَفَ بالخُسرانِ [152] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (12/232). .
اللغة