أسماء السورة:
سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ (مَريمَ) [1] سُمِّيَت بسورةِ مريمَ؛ لاشتِمالِها على قِصَّتِها مُفصَّلةً. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/305)، ((تفسير ابن عاشور)) (16/58). ، ومما يدلُّ على ذلك:
1- عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رضِيَ الله عنه، قال: (سورةُ «بني إسرائيلَ»، و«الكَهفِ»، و«مَريمَ»، و«طه»، و«الأنبياءِ»: هُنَّ مِن العِتاقِ الأُوَلِ [2] العِتاق: جمعُ عتيقٍ، وهو القديمُ، أو: هو كلُّ ما بلَغ الغايةَ في الجودةِ، والمرادُ بقوله: (العِتَاق الأُوَل): السُّوَرُ الَّتي أُنزِلتْ أوَّلًا بمكَّةَ، وأنَّها مِنْ أوَّلِ ما تَعلَّمه مِنَ القرآنِ. يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (3/179)، ((فتح الباري)) لابن حجر (8/388). ، وهُنَّ مِن تِلادي [3] تِلادي: أي: مما حُفِظ قديمًا، والتلادُ قديمُ المِلكِ. يُنظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (8/388). [4] أخرجه البخاري (4739). قال الكرماني: (يريدُ [أي: ابنُ مَسعودٍ] تفضيلَ هذه السُّوَرِ؛ لِما يتضَمَّنُ مُفتَتَحُ كُلٍّ منها مِن أمرٍ غريبٍ وقع في العالَمِ، خارِقًا للعادةِ، وهو الإسراءُ، وقِصَّةُ أصحابِ الكَهفِ، وقِصَّةُ مريمَ، ونحوُها، والأوَّليَّةُ إمَّا باعتبارِ حِفظِها، أو باعتبارِ نُزولِها؛ لأنَّها مكِّيَّاتٌ). ((الكواكب الدراري)) (17/177). ) .
2- عن أبي هُريرةَ رضِى الله عنه، قال: (قدمتُ المدينةَ مهاجرًا، فصليتُ الصبحَ وراءَ سِباعٍ [5] هو سِباعُ بنُ عُرْفُطةَ، صحابيٌّ، استعمَله النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على المدينةِ لما خرَج إلى خيبرَ، وإلى دُومةِ الجندلِ. يُنظر: ((الاستيعاب في معرفة الأصحاب)) لابن عبد البر (2/682)، ((أسد الغابة)) لابن الأثير (2/171). فقرَأ في السجدةِ الأُولَى سورةَ «مريمَ»، وفي الأُخرَى وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) [6] أخرجه أحمد (8552)، وابن حبان (7156)، والبيهقي (4191) واللفظ له. قال الذهبي في ((المهذب)) (2/815): (إسناده صالح)، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (2/122): (رجالُه رجالُ الصحيح)، وصحَّح إسناده ابن كثير في ((الأحكام الكبير)) (3/154)، وأحمد شاكر في تحقيق ((مسند أحمد)) (16/229). .