أسماء السورة:
سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ (الفرقان) [1] سُمِّيَت سورةَ الفُرقانِ؛ لأنَّ في فاتحتِها ذِكرَ الفُرقانِ؛ في قَولِه تعالى: نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/340)، ((تفسير ابن عاشور)) (18/313). .
فعن عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ الله عنه، قال: ((سَمِعتُ هِشامَ بنَ حَكيمٍ يقرأُ سورةَ الفُرقانِ في حياةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فاستمعتُ لقِراءتِه، فإذا هو يقرأُ على حُروفٍ كثيرةٍ لم يُقرِئْنيها رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فكِدتُ أُساوِرُه [2] أساوِرُه: أي: أُواثِبُه وأقاتِلُه. يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (2/420). في الصَّلاةِ، فتصبَّرتُ حتى سَلَّمَ، فلبَّبتُه [3] فلَبَّبْتُه: أي: جَمَعتُ ثيابَه عند نَحْرِه ثمَّ جَرَرْتُه. يُنظر: ((مرعاة المفاتيح)) للمباركفوري (7/296). بردائِه، فقلتُ: مَن أقرأَك هذه السُّورةَ التي سمِعتُك تقرأُ؟ قال: أقرأَنيها رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. فقلتُ: كذَبْتَ؛ فإنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أقرأَنيها على غيرِ ما قرأتَ. فانطلقتُ به أقودُه إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقلتُ: إني سمِعتُ هذا يقرأُ سورةَ الفُرقانِ على حروفٍ لم تُقرِئْنيها! فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لهشامٍ: اقرأْ، فقرأَ، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كذلك أُنزِلَت. ثمَّ قال: اقرأْ يا عُمَرُ، فقرأتُ، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كذلك أُنزِلَت، إنَّ هذا القُرآنَ أُنزِلَ على سبعةِ أحرُفٍ [4] سَبعةِ أحرُفٍ: اختُلِف في المرادِ بالأحرفِ السبعةِ على أقوالٍ كثيرةٍ، مِن أقربِها: أنَّ المرادَ سبعةُ أوجُهٍ مِن الاختلافِ لا يخرُجُ عنها، أو: سبْعُ لُغاتٍ مِن لُغاتِ العَرَبِ، أو: سبعةُ أوجهٍ مِن المعاني المتَّفقةِ بألفاظٍ مختلفةٍ. يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (1/369)، ((النشر في القراءات العشر)) لابن الجزري (1/26)، ((الإتقان في علوم القرآن)) للسيوطي (1/163)، ((مفاتيح التفسير)) للخطيب (1/52). ، فاقرؤوا ما تيسَّرَ منه)) [5] أخرجه البخاري (4992) واللفظ له، ومسلم (818). .