المَعنَى الإجماليُّ :
يأمُر اللهُ رسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يقولَ لمدَّعي محبَّة الله تبارَك وتعالَى: إنَّ آيةَ صِدقِكم وعلامةَ محبَّتكم لله تبارَك وتعالَى هي اتِّباعي, فإنْ كنُتم صادِقين في دعواكم، فيَلزمكم تَصديقي فيما أَتيتُ به من خَبرٍ, وطاعتي فيما أمرتُكم به, واجتنابُ ما نهيتُكم عنه, والاقتداءُ بي؛ فإنَّ بين محبَّةِ الله واتباعي تَلازمًا؛ فهُمَا لا ينفكَّان, فإذا فعلتُم ذلك كان هذا دليلًا قاطعًا على محبَّتكم لله, وحينَها سيكونُ جزاؤُكم جزاءَ المِثل؛ إذ ستنالون محبَّةَ الله لكم, ومغفرتَه لذُنوبِكم؛ فإنَّه غفورٌ لذنوبِ عبادِه, رحيمٌ بهم.
ثمَّ يأمُر الله تعالى نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَأمرَهم بطاعةِ الله وطاعةِ رسوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالإتيانِ بأوامرهما, واجتنابِ ما نهَيَا عنه, فإنْ أعرَضوا وتولَّوا عمَّا أُمِروا به من الطَّاعة, واستنكفوا الامتثالَ لأمْر اللهِ وأمْر رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقد كفروا, وارْتَكبوا ما يُعرِّضهم لسَخَطِ الله وبُغضِه, فإنَّه سبحانه لا يُحبُّ الكافرين الجاحِدين, بل يُبغِضُهم.