المَعنَى الإجماليُّ:
يُخبِر الله تبارَك وتعالَى أنَّه لا يَهدي قومًا ارتدُّوا على أعقابِهم، وكفَروا بعدَ إيمانِهم وشهِدوا أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حقٌّ، وجاءتهم البيِّناتُ القاطعاتُ والبراهين الشاهدةُ على صِدقِه؛ فكيف يَستحقُّ هؤلاء الهداية؟! فالله عزَّ وجلَّ لا يَهدي إلى الحقِّ الَّذين ظلموا أنفسَهم، بترْكهم الحقَّ بعدَ معرفتهم له، واتِّباعهم الباطلَ مع وضوح بُطلانه. ثمَّ أخبر الله تعالى عن عُقوبةِ هؤلاء الظَّالمين في الدُّنيا والآخرة، وهي الطَّرد والإبعاد من رحمتِه، وأنَّ خلْقَه جميعًا من الملائكةِ والنَّاس يَلعنونهم، وأنَّهم خالدون في هذه اللَّعنةِ والعقوبة، لا يُخَفَّف عنهم من العذاب شيئًا، ولا هم يُمْهَلون أو يُؤَخَّرون.
ثم استثنى اللهُ تعالى مَن تابَ ورجَع إلى الله، وعمِل الصالحات، فهو يَغفر ذَنبَه، ويستُر عيبَه، ويَتجاوز عن خطاياه، وذلك من لُطفه سبحانه وبرِّه، ورأفته ورحمته بخَلقه.