المَعنَى الإجماليُّ:
في هذه الآياتِ يُنكِر اللهُ تعالى على مَن ابتغى دِينًا غير دِينه الَّذي أرسل به رسوله محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: أَيطلُبون دِينًا غيرَ دِين الله، وشريعةً غير شريعته، وله استسلمَ جميعُ مَن في السَّموات والأرض، وانقادوا له طائِعين وكارِهين، وهُم بعدَ مماتِهم راجعون إليه، فيُوفيهم أعمالَهم، ويَجزيهم على أفعالِهم؟!
ثمَّ يُوجِّه الله خِطابَه إلى رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ آمِرًا له أنْ يقولَ لهم إذا أرادوا دِينًا غير دِين الله: آمنَّا باللهِ، وما أَنزله علينا من كِتابٍ وسُنَّة، وبما أنزله على أنبيائِه إبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ ويعقوبَ، وعلى أنبياء بُطُون بني إسرائيل المتشعِّبة من الأولاد الاثني عشرَ ليعقوب، وآمنَّا أيضًا بالتَّوراة والإنجيل والآيات الَّتي أيَّد الله بها موسى وعيسى عليهما السَّلام، وآمنَّا بما أُعْطِيَ جميعُ الأنبياءِ من ربِّهم؛ نؤمِن بهم جميعًا ولا نُفَرِّقُ بينهم في الإيمان، ونحنُ مُسلِمونَ لله، خاضِعون منقادون له في الظَّاهر والباطن.
ثم يُخبِر الله تبارَك وتعالَى أنَّ مَن يَبتغي غيرَ الإسلام دينًا؛ ليَدِينَ به، فلنْ يَقبلَه اللهُ منه، بل سيكونُ مَردودًا عليه، وستكونُ عاقبتُه في الآخِرة هي الخسرانَ.