موسوعة الآداب الشرعية

ثانيًا: موالاتُهم أجمَعينَ


مِنَ الأدَبِ مَعَ المَلائِكةِ: موالاتُهم جَميعًا دونَ استِثناءِ أحَدٍ مِنهم؛ فإنَّ موالاةَ بَعضٍ مِنهم ومُعاداةَ بَعضٍ آخَرَ صَنيعُ اليَهودِ.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ الكِتابِ والسُّنَّةِ:
أ-من الكتابِ
قال تعالى: قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ [البقرة: 97-98] .
أي: قُلْ -يا رَسولَ اللهِ- لهؤلاء اليَهودِ الذينَ زَعَموا أنَّ الذي مَنَعَهم مِنَ الإيمانِ برِسالتِك أنَّ وليَّك جِبريلُ عليه السَّلامُ، وأنَّه لو كان وليُّك أحَدًا سِواه مِنَ المَلائِكةِ لآمَنوا بك- قُل لهم: مَن عادى جِبريلَ عليه السَّلامُ فليَعلَمْ أنَّه هو الذي نَزَل بالقُرآنِ على قَلبِك، وجِبريلُ لا يَنزِلُ بالأمرِ مِن تِلقاءِ نَفسِه، وإنَّما يَنزِلُ بأمرِ اللهِ تعالى، وهذا يَعني أنَّهم بقَولِهم ذلك يُعادونَ اللَّهَ تعالى في الحَقيقةِ، أمَّا جِبريلُ فهو رَسولٌ مَحضٌ.
مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ أي: إنَّ القُرآنَ نَزَل والحالُ أنَّه مُتَطابقٌ مَعَ الكُتُبِ الإلهيَّةِ الأُخرى التي سَبَقَته كالتَّوراةِ، وموافِقٌ لها، ومِن ذلك ما فيها مِنَ الأمرِ باتِّباعِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهو دَلالةٌ على الحَقِّ، وبُشرى مِنَ اللهِ تعالى للمُؤمِنينَ خاصَّةً، وفيه أنواعٌ مِنَ البِشاراتِ لهم، ومِن ذلك ما أعلَمَهمُ اللَّهُ تعالى فيه بما أعَدَّ لهم في الآخِرةِ مِنَ النَّعيمِ المُقيمِ.
مَنْ كَانَ عَدُوًّا لله وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ الله عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ أي: إنَّ مَن عادى اللَّهَ تعالى، أو أحَدًا مِمَّن ذُكِروا مِنَ المَلائِكةِ عُمومًا، أو جِبريلَ وميكالَ خُصوصًا، أو مِن بَقيَّةِ رُسُلِ اللهِ الكِرامِ مِنَ البَشَرِ كمُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، مَن عاداهم أو أحَدًا مِنهم فإنَّه كافِرٌ، واللَّهُ تعالى يَتَّخِذُه عَدوًّا له؛ لأنَّه سُبحانَه يُعادي كُلَّ كافِرٍ [718] يُنظر: ((التفسير المحرر- الدرر السنية)) (1/276-279). .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ اللَّهَ قال: مَن عادى لي وليًّا فقد آذَنتُه [719] آذَنتُه بالشَّيءِ أوذِنُه إيذانًا: إذا أعلَمتَه. يُنظر: ((جامع الأصول)) لابن الأثير (7/ 235). بالحَربِ...)) الحَديث. [720] أخرجه البخاري (6502).

انظر أيضا: