موسوعة الآداب الشرعية

ثامنًا: حُضورُ القَلبِ وتَدَبُّرُ ما يُقالُ وتَعَقُّلُ مَعناه


يَنبَغي للذَّاكِرِ أن يُحضِرَ قَلبَه ويَتَدَبَّرَ ما يَقولُ ويَتَعَقَّلَ مَعناه.
لأنَّه بذلك يَكونُ في حُكمِ المُخاطَبِ والمُناجي [2026] قال الشَّوكانيُّ: (لَكِنْ وإن كان أجرُ هذا أتَمَّ وأوفى فإنَّه لا يُنافي ثُبوتَ ما ورَدَ الوعدُ به مِن ثَوابِ الأذكارِ لِمَن جاءَ بها؛ فإنَّه أعَمُّ مِن أن يَأتيَ بها مُتَدَبِّرًا لمَعانيها مُتَعَقِّلًا لِما يُرادُ مِنها أو لا، ولَم يَرِدْ تَقييدُ ما وعَدَ به مِن ثَوابِها بالتَّدَبُّرِ والتَّفهُّمِ). ((تحفة الذاكرين)) للشوكاني (ص: 53). ، وليَفوزَ بأعظَمِ أنواعِ الذِّكرِ، وهو الجامِعُ للقَلبِ واللِّسانِ، ولتَكمُلَ فائِدةُ الذِّكرِ وجَدواه [2027] يُنظر: ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (1/ 301)، ((الفتوحات الربانية)) لابن علان (1/ 147)، ((تحفة الذاكرين)) للشوكاني (ص: 53). .
فـ (المُرادُ مِنَ الذِّكرِ حُضورُ القَلبِ، فيَنبَغي أن يَكونَ هو مَقصودَ الذَّاكِرِ، فيَحرِصَ على تَحصيلِه، ويَتَدَبَّرَ ما يَذكُرُ، ويَتَعَقَّلَ مَعناه.
فالتَّدَبُّرُ في الذِّكرِ مَطلوبٌ كما هو مَطلوبٌ في القِراءةِ؛ لاشتِراكِهما في المَعنى المَقصودِ) [2028] ((الأذكار)) (ص: 12، 13). .

انظر أيضا: