موسوعة الآداب الشرعية

خامسًا: عُلوُّ الهِمَّةِ


يَنبَغي أن يَكونَ طالِبُ العِلمِ ذا همَّةٍ عاليةٍ، فلا يَرضى باليَسيرِ مَعَ إمكانِ كَثيرٍ [2297] ((المجموع)) للنووي (1/ 38). قال ابنُ الجَوزيِّ: (مِن عَلامةِ كَمالِ العَقلِ عُلوُّ الهمَّةِ، والرَّاضي بالدُّونِ دَنيٌّ). ((صَيد الخاطِر)) (ص: 28). وقال: (مَن أعمَل فِكرَه الصَّافيَ دَلَّه على طَلَبِ أشرَفِ المَقاماتِ، ونَهاه عنِ الرِّضا بالنَّقصِ في كُلِّ حالٍ، وقد قال أبو الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي: ولم أرَ في عُيوبِ النَّاسِ عَيبًا ... كنَقصِ القادِرينَ على التَّمامِ فيَنبَغي للعاقِلِ أن يَنتَهيَ إلى غايةِ ما يُمكِنُه، فلو كان يُتَصَوَّرُ للآدَميِّ صُعودُ السَّمَواتِ لرَأيتَ مِن أقبَحِ النَّقائِصِ رِضاه بالأرضِ، ولو كانتِ النُّبوَّةُ تَحصُلُ بالاجتِهادِ رَأيتَ المُقَصِّرَ في تَحصيلِها في حَضيضٍ، غَيرَ أنَّه إذا لم يُمكِنْ ذلك فيَنبَغي أن يَطلُبَ المُمكِنَ. والسِّيرةُ الجَميلةُ عِندَ الحُكَماءِ: خُروجُ النَّفسِ إلى غايةِ كَمالِها المُمكِنِ لها في العِلمِ والعَمَلِ). ((صيد الخاطر)) (ص: 173). وقال: (يَنبَغي لمَن له أنَفةٌ أن يَأنَفَ مِنَ التَّقصيرِ المُمكِنِ دَفعُه عنِ النَّفسِ، فلو كانتِ النُّبوَّةُ مَثَلًا تَأتي بكَسبٍ، لم يَجُزْ له أن يَقنَعَ بالوَلايةِ، أو تُصُوِّرَ أن يَكونَ مَثَلًا خَليفةً لم يَحسُنْ به أن يَقتَنِعَ بإمارةٍ، ولو صَحَّ له أن يَكونَ مَلَكًا لم يَرضَ أن يَكونَ بَشَرًا، والمَقصودُ أن يَنتَهيَ بالنَّفسِ إلى كَمالها المُمكِنِ لها في العِلمِ والعَمَلِ). ((صيد الخاطر)) (ص: 183، 184). .

انظر أيضا: