موسوعة الآداب الشرعية

تاسعًا: تَركُ اليأسِ


يَنبَغي لطالِبِ العِلمِ ألَّا يَيأسَ إذا وجَدَ صُعوبةً في التَّحصيلِ [2314] قال الماوَرديُّ: (ورُبَّما مَنَعَه مِن طَلَبِ العِلمِ ما يَظُنُّه مِن صُعوبَتِه، وبُعدِ غايَتِه، ويَخشى مِن قِلَّةِ ذِهنِه وبُعدِ فِطنَتِه. وهذا الظَّنُّ اعتِذارُ ذَوي النَّقصِ وخيفةُ أهلِ العَجزِ؛ لأنَّ الإخبارَ قَبل الاختِبارِ جَهلٌ، والخَشيةَ قَبلَ الابتِلاءِ عَجزٌ. وقد قال الشَّاعِرُ: لا تَكونَنَّ للأُمورِ هَيُوبًا ... فإلى خَيبةٍ يَصيرُ الهَيُوبُ وقال رَجُلٌ لأبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه: أُريدُ أن أتَعَلَّمَ العِلمَ، وأخافُ أن أُضَيِّعَه، فقال: كَفى بتَركِ العِلمِ إضاعةً! وليسَ وإن تَفاضَلتِ الأذهانُ وتَفاوتَتِ الفِطَنُ يَنبَغي لمَن قَلَّ مِنها حَظُّه أن يَيأسَ مِن نَيلِ القَليلِ وإدراكِ اليَسيرِ الذي يَخرُجُ به مَن حَدِّ الجَهالةِ إلى أدنى مَراتِبِ التَّخصيصِ؛ فإنَّ الماءَ مَعَ لينِه يُؤَثِّرُ في صُمِّ الصُّخورِ، فكَيف لا يُؤَثِّرُ العِلمُ الزَّكيُّ في نَفسِ راغِبٍ شَهيٍّ، وطالِبٍ خَلِيٍّ، لا سيَّما وطالِبُ العِلمِ مُعانٌ). ((أدب الدنيا والدين)) (ص: 43، 44). .

انظر أيضا: