موسوعة الآداب الشرعية

تمهيدٌ في أهميَّةِ الاستخارةِ


يَجِبُ على المُؤمِنِ رَدُّ الأُمورِ كُلِّها إلى اللهِ تعالى، والتَّبَرُّؤِ مِنَ الحَولِ والقُوَّةِ إليه، ويَنبَغي له ألَّا يَرومَ شَيئًا مِن دَقيقِ الأُمورِ وجَليلِها حَتَّى يَستَخيرَ اللَّهَ فيه، ويَسألَه أن يَحمِلَه فيه على الخَيرِ ويَصرِفَ عنه الشَّرَّ؛ إذعانًا بالافتِقارِ إليه في كُلِّ أمرٍ، والتِزامًا لذِلَّةِ العُبوديَّةِ له، وتَبَرُّكًا باتِّباعِ سُنَّةِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الاستِخارةِ؛ ولذلك ((كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّمُ أصحابَه دُعاءَ الاستِخارةِ [2426] الاستِخارةُ: طَلَبُ الخِيرةِ في الشَّيءِ، وهو استِفعالٌ مِنه؛ يُقالُ: استَخِرِ اللهَ يَخِرْ لك. يُنظر: ((الصَّحاح)) للجوهري (2/ 652)، ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 91). كما يُعَلِّمُهمُ السُّورةَ مِنَ القُرآنِ)) [2427] لَفظُه: عن جابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما قال: ((كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّمُنا الاستِخارةَ في الأُمورِ كما يُعَلِّمُنا السُّورةَ مِنَ القُرآنِ...)). أخرجه البخاري (1162). ؛ لشِدَّةِ حاجَتِهم إلى الاستِخارةِ في الحالاتِ كُلِّها، كشِدَّةِ حاجَتِهم إلى القِراءةِ في كُلِّ الصَّلَواتِ [2428] يُنظر: ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (10/ 123). ، فيَنبَغي للعَبدِ أن يُقدِّمَ قَبلَ أيِّ أمرٍ الاستِخارةَ، وليَعتَنِ بشَأنِها؛ لعَظيمِ نَفعِها وعُمومِ جَدواها [2429] يُنظر: ((الفتوحات الربانية)) لابن علان (3/ 347). .
وما نَدِمَ مَنِ استَخارَ الخالقَ وشاورَ المَخلوقينَ وتَثبَّت في أمرِه [2430] ((الكلم الطيب)) لابن تيمية (ص: 56). ويُنظر: ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (10/ 661)، ((الوابل الصيب)) لابن القيم (ص: 112). .
وفيما يلي بيانُ أهمِّ آدابِ الاستخارةِ:

انظر أيضا: