موسوعة الآداب الشرعية

تمهيدٌ في أهمية التأدُّبِ معَ المعلِّمِ والشَّيخِ


يَنبَغي على المُتَعَلِّمِ التأدُّب معَ معلِّمِه وشيخِه، وأنْ يتعرَّفَ على الآدابِ التي عليه أنْ يراعيَها معهما، والتي يَقبُحُ به إهمالُها؛ وذلك لِما للمُعَلِّمِ مِن عَظيمِ الحُرمةِ، وعُلُوِّ المَكانةِ، وجَزيلِ الفَضلِ، وإنَّ (مَن عَلَّمَك حَرفًا واحِدًا مِمَّا تَحتاجُ إليه في الدِّينِ، فهو أبوك في الدِّينِ) [970] ((تعليم المتعلم طريق التعلم)) للزرنوجي (ص: 79). قال الماوَرْديُّ: (رَجَّحَ كَثيرٌ مِنَ الحُكَماءِ حَقَّ العالِمِ على حَقِّ الوالِدِ). ((أدب الدنيا والدين)) (ص: 69). ويُنظر: ((القانون)) لليوسي (ص: 383). .
قال النَّوويُّ في صَدرِ الفَصلِ الذي عَقدَه لبَيانِ سِلسِلةِ التَّفقُّهِ لأصحابِ الشَّافِعيِّ منهم إلى الشافعىِّ ثمَّ إلى رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (هذا مِنَ المَطلوباتِ المُهمَّاتِ والنَّفائِسِ الجَليلاتِ التي يَنبَغي للمُتَفقِّهِ والفَقيهِ مَعرِفتُها، وتَقبُحُ به جَهالَتُها؛ فإنَّ شُيوخَه في العِلمِ آباءٌ في الدِّينِ، ووصلةٌ بَينَه وبَينَ رَبِّ العالَمينَ، وكَيف لا يَقبُحُ جَهلُ الأنسابِ والوُصلةِ بَينَه وبَينَ رَبِّه الكَريمِ الوهَّابِ، مَعَ أنَّه مَأمورٌ بالدُّعاءِ لهم وبِرِّهم، وذِكرِ مَآثِرهم، والثَّناءِ عليهم، وشُكرِهم؟!) [971] ((تهذيب الأسماء واللغات)) (1/ 17، 18). وقال النَّوويُّ وهو يَذكُرُ فوائِدَ مَعرِفةِ أسماءِ الرِّجالِ وأحوالِهم وأقوالِهم ومَراتِبِهم: (ومِنها أنَّهم أئِمَّتُنا وأسلافُنا، كالوالدَينِ لَنا، وأجدى علينا في مَصالحِ آخِرَتِنا التي هيَ دارُ قَرارِنا، وأنصَحُ لَنا فيما هو أعوَدُ علينا؛ فيَقبُحُ بنا أن نَجهَلَهم وأن نُهمِلَ مَعرِفتَهم). ((تهذيب الأسماء واللغات)) (1/ 11). .
وفيما يلي بيانُ أهمِّ الآدابِ التي ينبغي للمتعلِّمِ أنْ يلتزمَها معَ معلِّمِه وشيخِه:

انظر أيضا: