موسوعة الآداب الشرعية

حادي عشرَ: الإكثارُ مِنَ الصَّدَقةِ


يَنبَغي للتُّجَّارِ وأربابِ المَعاشِ أن يَستَكثِروا مِنَ الصَّدَقةِ؛ لتَكفيرِ ما عَساه يَقَعُ مِن خَلَلٍ أثناءَ البَيعِ والشِّراءِ.
الدَّليلُ على ذلك مِن الكِتابِ والسُّنَّةِ:
أ- مِنَ الكِتابِ
قال تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ [هود: 114] .
أي: إنَّ فِعلَ الخَيراتِ يُكَفِّرُ الذُّنوبَ السَّالفةَ [1859] يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (4/ 355). .
2- قال تعالى: إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ [التغابن: 17] .
قال تعالى: إن تُقرِضوا اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا (وهو كُلُّ نَفقةٍ كانت مِنَ الحَلالِ، إذا قَصَدَ بها العَبدُ وَجهَ اللهِ تعالى وطَلبَ مَرضاتِه، ووضعَها في مَوضِعِها يُضَاعِفْهُ لَكُمْ النَّفَقةُ بعَشرِ أمثالِها إلى سَبعِمائةِ ضِعفٍ، إلى أضعافٍ كَثيرةٍ. و مَعَ المُضاعَفةِ أيضًا يَغْفِرْ لَكُمْ بسَبَبِ الإنفاقِ والصَّدَقةِ ذُنوبَكُم؛ فإنَّ الذُّنوبَ يُكَفِّرُها اللهُ بالصَّدَقاتِ والحَسَناتِ) [1860] ((تفسير السعدي)) (ص: 868). .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
عن قَيسِ بنِ أبي غَرزةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: كُنَّا نُسمَّى السَّماسِرةَ، فأتانا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونَحنُ نَبيعُ، فسَمَّانا باسمٍ هو خَيرٌ مِنِ اسمِنا، فقال: يا مَعشَرَ التُّجَّارِ، إنَّ هذا البَيعَ يَحضُرُه الحَلِفُ والكَذِبُ؛ فشُوبوا بَيعَكُم بالصَّدَقةِ)) [1861] أخرجه أبو داودَ (3327)، والنَّسائيُّ (3797) واللفظُ له. صحَّحه الجورقانيُّ في ((الأباطيل والمناكير)) (2/145)، والألبانيُّ في ((صحيح سنن النسائي)) (3797)، وقال الوادعيُّ في ((الإلزامات والتتبع)) (106): على شَرطِ الشَّيخَينِ. وفي لفظٍ: عن قيسِ بنِ أبي غرزةَ قال: ((خرَج علينا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ونحنُ نُسمَّي السَّماسرةَ، فقال: يا معشرَ التُّجَّارِ! إنَّ الشَّيطانَ والإثمَ يحضُرانِ البيعَ فشُوبوا بيعَكم بالصَّدقةِ)). أخرَجه الترمذيُّ (1208) واللفظُ له، وابنُ أبي خيثمةَ في ((التاريخ)) (1/505)، والطبرانيُّ (18/357) (913). صحَّحه الألبانيُّ في ((صحيح سنن الترمذي)) (1208)، وقال الترمذيُّ: حَسنٌ صحيحٌ. .
وفي رِوايةٍ: ((إنَّه يَشهَدُ بَيعَكُمُ الحَلِفُ واللَّغوُ؛ فشُوبوه [1862] أي: اخلِطوه. بالصَّدَقةِ)) [1863] أخرجها أبو داود (3326)، والنسائي (4463) واللَّفظُ له، وابن ماجه (2145). صَحَّحها ابنُ دَقيقِ العيدِ في ((الاقتراح)) (99)، وابن الملقِّن في ((شرح البخاري)) (14/182)، والألباني في ((صحيح سنن النسائي)) (4463)، والوادعي على شرط الشيخين في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1089). .
فائدةٌ: خيرُ الرِّزقِ
قال السَّريُّ السَّقَطيُّ: (خَيرُ الرِّزقِ ما سَلِمَ مِن خَمسةٍ: مِنَ الآثامِ في الاكتِسابِ، والمَذَلَّةِ والخُضوعِ في السُّؤالِ، والغِشِّ في الصِّناعةِ، وأثمانِ آلةِ المَعاصي، ومُعامَلةِ الظَّلَمةِ) [1864] ((طبقات الصوفية)) للسلمي (ص: 57)، ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (10/ 124). .

انظر أيضا: