موسوعة الآداب الشرعية

ثامنًا: تَقليلُ العَلائِقِ وقَطعُ الطَّمَعِ


يَنبَغي للآمِرِ النَّاهي تَقليلُ العَلائِقِ؛ حتَّى لا يَكثُرَ خَوفُه، وقَطعُ الطَّمَعِ عنِ الخَلائِقِ؛ حتَّى تَزولَ عنه المُداهَنةُ [2161] قال الغَزاليُّ: (مِنَ الآدابِ تَقليلُ العَلائِق حتَّى لا يَكثُرَ خَوفُه، وقَطعُ الطَّمَعِ عنِ الخَلائِقِ حتَّى تَزولَ عنه المُداهَنةُ؛ فقد رويَ عن بَعضِ المَشايِخِ أنَّه كان له سِنَّورٌ، وكان يَأخُذُ مِن قَصَّابٍ في جِوارِه كُلَّ يَومٍ شَيئًا مِنَ الغُدَدِ لسِنَّورِه، فرَأى على القَصَّابِ مُنكَرًا فدَخَل الدَّارَ أوَّلًا وأخرج السِّنَّورَ، ثُمَّ جاءَ واحتَسَبَ على القَصَّابِ، فقال له القَصَّابُ: لا أعطَيَنَّك بَعدَ هذا شَيئًا لسِنَّورِك! فقال: ما احتَسَبتُ عليك إلَّا بَعدَ إخراجِ السِّنَّورِ وقَطعِ الطَّمَعِ مِنك. وهو كَما قال؛ فمَن لم يَقطَعِ الطَّمَعَ مِنَ الخَلقِ لم يَقدِرْ على الحِسبةِ، ومَن طَمِعَ في أن تَكونَ قُلوبُ النَّاسِ عليه طَيِّبةً وألسِنَتُهم بالثَّناءِ عليه مُطلَقةً، لم تَتَيَسَّرْ له الحِسبةُ). ((إحياء علوم الدين)) (2/ 334). .

انظر أيضا: