موسوعة الآداب الشرعية

أولًا: التَّأكُّدُ مِن وُقوعِها


فلا بُدَّ للمُفتي مِن أنْ يتأكَّدَ من وقوعِ النازلةِ، وقد ورَدَ عنِ السَّلَفِ الصَّالِحِ كَراهيةُ السُّؤالِ عَمَّا لم يَقَعْ، وامتِناعُهم عنِ الإفتاءِ فيها، وبَعضُهم ذَهَبَ إلى التَّشديدِ في ذلك والنَّهيِ عنه [2405] يُنظر: ((أخلاق العلماء)) للآجري (ص: 105)، ((الفقيه والمتفقه)) للخطيب البغدادي (2/ 11)، ((أدب المفتي والمستفتي)) لابن الصلاح (ص: 109). .
الدليلُ على ذلك مِن الآثارِ:
1- جاءَ رَجُلٌ يَومًا إلى ابنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما، فسَألَه عن شَيءٍ، فقال له ابنُ عُمَرَ: لا تَسألْ عَمَّا لم يَكُنْ؛ فإنِّي سَمِعتُ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ -رِضوانُ اللَّهِ عليه- يَلعنُ مَن سَألَ عَمَّا لم يَكُنْ [2406] أخرجه الدارمي (123) واللفظ له، وأبو خيثمة في ((العلم)) (144)، وابن عبد البر في ((الاستذكار)) (8/581). صَحَّحَ إسنادَه الألبانيُّ في ((سلسلة الأحاديث الضعيفة)) (2/287). .
2- عنِ الزُّهريِّ، قال: (بَلَغَنا أنَّ زَيدَ بنَ ثابِتٍ الأنصاريَّ -رِضوانُ اللَّهِ عليه- كان يَقولُ إذا سُئِلَ عنِ الأمرِ: أكان هذا؟ فإن قالوا: نَعَم قد كان، حَدَّثَ فيه بالذي يَعلَمُ والذي يَرى، وإن قالوا: لم يَكُن، قال: فذَروه حتَّى يَكونَ) [2407] أخرجه الدارمي (124) واللفظ له، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (19/328). قال الألباني في ((سلسلة الأحاديث الضعيفة)) (2/287): إسنادُه إلى الزُّهريِّ صحيحٌ. .

انظر أيضا: