موسوعة الآداب الشرعية

سابعًا: المُكافأةُ على الهَديَّةِ


مِنَ السُّنَّةِ أن يُثيبَ على الهَديَّةِ، ويُكافِئَ مُهدِيَها إن قَدَر، وإلَّا أثنى عليه بها وشَكَرَه ودَعا له.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: ((كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقبَلُ الهَديَّةَ ويُثيبُ [2645] يُثيبُ عليها، أي: يُعطي الذي يُهدي له بدَلَها، والمرادُ بالثَّوابِ المجازاةُ، وأقَلُّه ما يُساوي قيمةَ الهَديَّةِ. يُنظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (5/ 210). عليها)) [2646] أخرجه البخاري (2585). .
قال الخَطَّابيُّ: (كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقبَلُ الهَديَّةَ ولا يَأخُذُ الصَّدَقةَ لنَفسِه، وكأنَّ المَعنى في ذلك: أنَّ الهَديَّةَ إنَّما يُرادُ بها ثَوابُ الدُّنيا، فكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقبَلُها ويُثيبُ عليها، فتَزولُ المِنَّةُ عَنه. والصَّدَقةُ يُرادُ بها ثَوابُ الآخِرةِ، فلم يَجُزْ أن يَكونَ يَدٌ أعلى مِن يَدِه في ذاتِ اللهِ وفي أمرِ الآخِرةِ) [2647] ((معالم السنن)) (2/ 71). .
وقال أيضًا: (قَبولُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الهَديَّةَ نَوعٌ مِنَ الكرَمِ، وبابٌ مِن حُسنِ الخُلُقِ يَتَألَّفُ به القُلوبَ ... وكان أكلُ الهَديَّةِ شِعارًا له وأمارةً مِن أماراتِه، ووُصِف في الكُتُبِ المُتَقَدِّمةِ بأنَّه يقبَلُ الهَديَّةَ ولا يَأكُلُ الصَّدَقةَ [2648] كما في حَديثِ إسلامِ سَلمانَ الفارِسيِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((.... لحِقتُ بصاحِبِ عَمُّوريَّةَ، وأخبَرتُه خَبَري، فقال: أقِم عِندي، فأقَمتُ مَعَ رَجُلٍ على هَديِ أصحابِه وأمرِهم، قال: واكتَسَبتُ حتَّى كان لي بَقَراتٌ وغُنَيمةٌ، قال: ثُمَّ نَزَل به أمرُ اللهِ، فلمَّا حَضَرَ قُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ مَعَ فُلانٍ، فأوصى بي فلانٌ إلى فُلانٍ، وأوصى بي فلانٌ إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوصى بي فلانٌ إليك، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنيَّ، واللَّهِ ما أعلمُه أصبَحَ على ما كُنَّا عَليه أحَدٌ مِنَ النَّاسِ آمُرُك أن تَأتيَه، ولكِنَّه قَد أظَلَّك زَمانُ نَبيٍّ هو مَبعوثٌ بدينِ إبراهيمَ، يَخرُجُ بأرضِ العَرَبِ، مُهاجِرًا إلى أرضٍ بينَ حَرَّتينِ بينَهما نَخلٌ، به عَلاماتٌ لا تَخفى: يَأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يَأكُلُ الصَّدَقةَ، بينَ كتِفَيه خاتَمُ النُّبوَّةِ، فإنِ استَطَعتَ أن تَلحَقَ بتلك البلادِ فافعَلْ، قال: ثُمَّ ماتَ وغُيِّبَ، فمَكَثتُ بعَمُّوريَّةَ ما شاءَ اللهُ أن أمكُثَ، ثُمَّ مَرَّ بي نَفرٌ مِن كلبٍ تُجَّارًا، فقُلتُ لهم: تَحمِلوني إلى أرضِ العَرَبِ، وأعطيكُم بَقَراتي هذه وغُنَيمَتي هذه؟ قالوا: نَعَم، فأعطيتُهموها وحَمَلوني، حتَّى إذا قَدِموا بي وادي القُرى ظَلَموني فباعوني مِن رَجُلٍ مِن يَهودَ عَبدًا، فكُنتُ عِندَه! ورَأيتُ النَّخلَ، ورَجَوتُ أن تَكونَ البَلدَ الذي وصَف لي صاحِبي، ولم يَحِقَّ لي في نَفسي، فبينَما أنا عِندَه قَدِمَ عليه ابنُ عَمٍّ له مِنَ المَدينةِ مِن بَني قُرَيظةَ، فابتاعني مِنه، فاحتَمَلني إلى المَدينةِ، فواللهِ ما هو إلَّا أن رَأيتُها فعَرَفتُها بصِفةِ صاحِبي! فأقَمتُ بها وبَعَثَ اللهُ رَسولَه، فأقامَ بمَكَّةَ ما أقامَ لا أسمَعُ له بذِكرٍ مَعَ ما أنا فيه مِن شُغلِ الرِّقِّ، ثُمَّ هاجَرَ إلى المَدينةِ، فواللهِ إنِّي لفي رَأسِ عذقٍ لسيِّدي أعمَلُ فيه بَعضَ العَمَلِ، وسيِّدي جالِسٌ، إذ أقبَلَ ابنُ عَمٍّ له حتَّى وقَف عليه، فقال: فُلانُ، قاتَلَ اللهُ بَني قَيلةَ! واللهِ إنَّهمُ الآنَ لمُجتَمِعونَ بقُباءٍ على رَجُلٍ قَدِمَ عَليهم مِن مَكَّةَ اليَومَ، يَزعُمونَ أنَّه نَبيٌّ! قال: فلمَّا سَمِعتُها أخَذَتني العرواءُ [الرعدةُ مِن البردِ والانتفاضُ]، حتَّى ظَنَنتُ سَأسقُطُ على سيِّدي! قال: ونَزَلتُ عن النَّخلةِ، فجَعَلتُ أقولُ لابنِ عَمِّه ذلك: ماذا تَقولُ؟ ماذا تَقولُ؟ قال: فغَضِبَ سيِّدي فلكَمَني لكمةً شَديدةً، ثُمَّ قال: ما لك ولهذا؟! أقبِلْ على عَمَلِك، قال: قُلتُ: لا شيءَ، إنَّما أرَدتُ أن أستَثبِتَه عَمَّا قال. وقد كان عِندي شيءٌ قَد جَمَعتُه، فلمَّا أمسيتُ أخَذتُه ثُمَّ ذَهَبتُ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو بقُباءٍ، فدَخَلتُ عليه، فقُلتُ له: إنَّه قَد بَلَغَني أنَّك رَجُلٌ صالحٌ، ومَعَك أصحابٌ لك غُرَباءُ ذَوو حاجةٍ، وهذا شيءٌ كان عِندي للصَّدَقةِ، فرَأيتُكُم أحَقَّ به مِن غَيرِكُم، قال: فقَرَّبتُه إليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه: كُلُوا، وأمسَكَ يَدَه فلم يَأكُلْ. فقُلتُ في نَفسي: هذه واحِدةٌ. ثُمَّ انصَرَفتُ عنه فجَمَعتُ شيئًا، وتَحَوَّلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المَدينةِ، ثُمَّ جِئتُه به، فقُلتُ: إنِّي رَأيتُك لا تَأكُلُ الصَّدَقةَ، وهذه هَديَّةٌ أكرَمتُك بها، فأكَل رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنها، وأمَرَ أصحابَه فأكَلوا مَعَه، قال: فقُلتُ في نَفسي: هاتانِ اثنَتانِ...)) الحديثَ. أخرجه أحمد (23737) واللفظ له، والبزار (2500)، والطبراني (6/222) (6065). حسَّنه الوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (440)، وحسَّن إسنادَه الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (2/556)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (23737). ، وإنَّما صانه اللَّهُ سُبحانَه عَنِ الصَّدَقةِ وحَرَّمها عليه؛ لأنَّها أوساخُ النَّاسِ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قَبِل الهَديَّةَ أثابَ عليها؛ لئَلَّا يَكونَ لأحَدٍ عليه يَدٌ، ولا يَلزَمَه له مِنَّةٌ، وقد قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا [الأنعام: 90]، فلو كان يَقبَلُها ولا يُثيبُ عليها لكانت في مَعنى الأجرِ) [2649] ((معالم السنن)) (3/ 168، 169). قال البَغَويُّ: (ومنهم من جَعَل النَّاسَ في الهدايا على ثلاثِ طَبَقاتٍ: هِبةُ الرَّجُلِ ممَّن هو دونَه، فهو إكرامٌ وإلطافٌ لا يقتضي الثَّوابَ، وكذلك هِبةُ النَّظيرِ من النَّظيرِ؛ لأنَّه يُقصَدُ بها التَّوَدُّدُ والتَّقَرُّبُ، وأمَّا هِبةُ الأدنى من الأعلى فيقتضي الثَّوابَ؛ لأنَّ المعطيَ يَقصِدُ بها الرِّفدَ والثَّوابَ، ثمَّ قَدرُ ذلك الثَّوابِ على العُرفِ والعادةِ، وقيل: قَدرُ قيمةِ الموهوبِ، وقيل: حتَّى يرضى الواهِبُ، كما روى أبو هُرَيرةَ من هَدِيَّةِ الأعرابيِّ، وظاهِرُ مَذهَبِ الشَّافعيِّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ الهِبةَ المُطلَقةَ لا تقتضي الثَّوابَ، سواءٌ وَهَب لنظيرِه أو لمن دونَه أو فوقَه. وكُلُّ من أوجَب الثَّوابَ، إذا لم يُثَبْ كان للواهِبِ الرُّجوعُ في هِبَتِه). ((شرح السنة)) (8/ 301). .
2- عن جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن أُعطيَ عَطاءً فوجَدَ فليَجْزِ به، فإن لم يَجِدْ فليُثْنِ به، فمَن أثنى به فقد شَكَرَه، ومَن كَتَمَه فقد كَفَرَه [2650] فقد كَفَرَه: أي: فقد تَرَكَ أداءَ حَقِّه، وسَترَ نِعمةَ العَطاءِ وغَطَّاها وجَحَدَها، فهو مِن كُفرانِ النِّعمةِ، لا مِنَ الكُفرِ الذي هو نَقيضُ الإيمانِ، والكُفرُ في اللُّغةِ التَّغطيةُ، ومِنه قَولُه تعالى: أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ [الحديد: 20] أي: الزُّرَّاعَ، سُمُّوا بذلك لأنَّهم يُغَطُّونَ الحَبَّ الذي زَرَعوه بالتُّرابِ. يُنظر: ((المفاتيح في شرح المصابيح)) للمظهري (3/ 519)، ((شرح سنن أبي داود)) لابن رسلان (18/ 496). ) [2651] أخرجه مِن طرقٍ: أبو داود (4813) واللَّفظُ له، والترمذي (2034). صَحَّحَه ابن حبان في ((صحيحه)) (3415)، وصححه بطرقه شعيب الأرناؤوط في تخريج ((شرح السنة)) (3609)، وحسنه لغيره الألباني في ((صحيح الترغيب)) (968). .
يَعني: مَن أحسَن إليه أحَدٌ إحسانًا مِن مالٍ أو فِعلٍ أو قَولٍ حَسَنٍ، فليَكُنْ عارِفًا حَقَّه على نَفسِه، فإن وجَدَ مالًا فليُحسِنْ إليه بالمالِ، أو ليُقابِلْ فِعلَه وقَولَه الحَسَنَ بمِثلِه، فإن عَجَز عن مُقابَلتِه بالمالِ والفِعلِ ((فليُثنِ به))، من الثناءِ وهو المدحُ لفاعلِه ((به)) أي بسببِ ما أُعطي، وليَدعُ له بخَيرٍ، وليَشكُرْ له، ولا يَجوزُ له كِتمانُ نِعمَتِه؛ فإنَّ مَن لم يَشكُرِ النَّاسَ لم يَشكُرِ اللَّهَ، فالمكافأةُ شكرٌ بالفعلِ والثناءُ شكرٌ بالقولِ [2652] يُنظر: ((المفاتيح في شرح المصابيح)) للمظهري (3/ 519)، ((التنوير شرح الجامع الصغير)) للصنعاني (10/ 123). .
3- عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((مَن أُبليَ بَلاءً [2653] من أُبلِيَ بلاءً: أي: أُنعِمَ عليه بنِعمةٍ، والبلاءُ يُستعمَلُ في الخيرِ والشَّرِّ؛ لأنَّ أصلَه الاختبارُ والمِحنةُ، وأكثَرُ ما يُستعمَلُ في الخيرِ، قال اللهُ تعالى: وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا [الأنفال: 17] . يُنظر: ((شرح سنن أبي داود)) لابن رسلان (18/ 495، 496). فذَكَرَه فقد شَكَرَه، وإن كَتمَه فقد كَفَرَه)) [2654] أخرجه أبو داود (4814) واللَّفظُ له، وأبو نعيم في ((تاريخ أصبهان)) (1/310). جَوَّده المُنذِريُّ في ((الترغيب والترهيب)) (2/102)، وحسنه ابن مفلح في ((الآداب الشرعية)) (1/331)، وصحَّح إسنادَه شُعَيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (4814). وذهب إلى تصحيحه الألبانيُّ في ((صحيح سنن أبي داود)) (4814). .
قال ابنُ رَسلانَ: (مِن آدابِ النِّعمةِ أن يَذكُرَ المُعطي، فإذا ذَكَرَه فقد شَكَرَه، ومَعَ الذِّكرِ يَدعو له ويُثني عليه، ويَكونُ شُكرُه ودُعاؤُه بحَيثُ لا يُخرِجُه عن كَونِه واسِطةً، ولكِنَّه طَريقٌ مِن وُصولِ النِّعمةِ إليه... ومِن تَمامِ الشُّكرِ أن يَستُرَ عُيوبَ العَطاءِ إن كان فيه عَيبٌ ولا يَحقِرَه) [2655] ((شرح سنن أبي داود)) (18/ 496). .
4- عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَنِ استَعاذَ باللهِ فأعيذوه، ومَن سَأل باللهِ فأعطوه، ومَن دَعاكُم فأجيبوه، ومَن صَنَعَ إليكُم مَعروفًا فكافِئوه، فإن لم تَجِدوا ما تُكافِئونَه فادعوا له حتَّى تَرَوا أنَّكُم قد كافأتُموه)) [2656] أخرجه أبو داود (1672) واللَّفظُ له، والنسائي (2567)، وأحمد (5365). صحَّحه الحاكم في ((المستدرك)) (1522)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (744) وقالا: على شرط الشيخين، والنووي في ((المجموع)) (6/245)، وابن حجر كما في ((الفتوحات الربانية)) لابن علان (5/250)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (1672). .
5- عن أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: لمَّا قَدِم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ أتاه المُهاجِرونَ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، ما رأينا قومًا أبذَلَ مِن كثيرٍ ولا أحسَنَ مُواساةً مِن قليلٍ مِن قومٍ نزَلْنا بَينَ أظهُرِهم! لقد كفَوْنا المُؤنةَ، وأشرَكونا في المَهنَأِ [2657] وأشرَكونا في المَهنَأِ -بفَتحِ الميمِ-: ما يقومُ بالكفايةِ، وإصلاحِ المعيشةِ. وقيل: ما يأتيك بلا تَعَبٍ، يعني: شَرِكونا في ثمارِ نَخيِلهم، وكَفَونا مُؤنةَ سَقيِها وإصلاحِها، وأعطَونا نِصفَ ثمَرِهم. يُنظر: ((شرح المصابيح)) لابن الملك (3/508). ، حتَّى خِفْنا أن يذهَبوا بالأجرِ كلِّه! فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا، ما دعَوتُم اللهَ لهم، وأثنَيتُم بالأجرِ عليهم)) [2658] أخرجه من طرقٍ: أبو داود (4812)، والترمذي (2487) واللفظ له، وأحمد (13075). صحَّحه الحاكم على شرط مسلم في ((المستدرك)) (2403)، وابن دقيق العيد في ((الاقتراح)) (117)، وابن حجر كما في ((الفتوحات الربانية)) لابن علان (5/249)، وقال الترمذيُّ: صحيحٌ حَسَنٌ غريبٌ. .

انظر أيضا: