موسوعة الآداب الشرعية

ثاني عشر: عَدَمُ ذِكرِ اللهِ باللِّسانِ عندَ قضاءِ الحاجةِ


يُكرَهُ ذِكرُ اللهِ تعالى باللِّسانِ عِندَ قَضاءِ الحاجةِ، ومِن ذلك تَرديدُ الأذانِ، وتَشميتُ العاطِسِ [326] وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّةِ، والمالِكيَّةِ، والشَّافِعيَّةِ، والحَنابِلةِ. ينظر: ((البحر الرائق)) لابن نجيم (1/256)، ((حاشية الطحطاوي)) (ص: 36)، ((التاج والإكليل)) للمواق (1/277)، ((مواهب الجليل)) للحطاب (1/394)، ((روضة الطالبين)) للنووي (1/66)، ((المجموع)) للنووي (2/89)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/58). ويُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (1/123). .
الدَّليلُ على ذلك مِن السُّنَّةِ:
1- عن ابنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما ((أنَّ رَجُلًا مَرَّ، ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَبولُ، فسَلَّمَ، فلم يَرُدَّ عليه)) [327] أخرجه مسلم (370). .
2- عنِ المُهاجِرِ بنِ قُنفُذٍ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّه أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يَبولُ، فسَلَّم عليه فلم يَرُدَّ عليه حتَّى تَوضَّأَ، ثُمَّ اعتَذَرَ إليه فقال: إنِّي كَرِهتُ أن أذكُرَ اللَّهَ إلَّا على طُهرٍ. أو قال: على طَهارةٍ)) [328] أخرجه أبو داود (17) واللفظُ له، والنسائي (38)، وأحمد (19034). صحَّحه ابنُ خزيمةَ في ((الصحيح)) (1/313)، والنوويُّ في ((المجموع)) (3/105)، وابنُ حجرٍ في ((نتائج الأفكار)) (1/205)، والألبانيُّ في ((صحيح سنن أبي داود)) (17)، والوادعيُّ في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1161). .
وَجهُ الدَّلالةِ مِنَ الحَديثَينِ:
أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يَرُدَّ السَّلامَ؛ فتَركُ ذِكرِ اللهِ تعالى في مِثلِ هذه الأماكِنِ مِن بابٍ أَولى [329] ((المغني)) لابن قدامة (1/123). .
أمَّا التَّعليلُ: فلأنَّ مُقتَضى الأدَبِ مَعَ اللهِ تعالى ألَّا يُذكَرَ في هذه المَواطِنِ التي تَجتَمِعُ فيها الأخباثُ والنَّجاساتُ؛ فإنَّه يُصانُ عن ذلك تَنزيهًا لاسمِه العظيمِ واحتِرامًا له [330] ((فتاوى اللجنة الدائمة- المجموعة الأولى)) (5/9494). .

انظر أيضا: