موسوعة الآداب الشرعية

خامسًا: ألَّا يكونَ مُغَيِّرًا لخَلقِ اللهِ تغييرًا ثابتًا [1055] قال القرطبيُّ في ضابطِ التَّغييرِ المحَرَّمِ: (هذا المنهيُّ عنه إنَّما هو فيما يكون باقيًا؛ لأنَّه مِن بابِ تغييرِ خَلقِ اللهِ تعالى، فأمَّا ما لا يكونُ باقيًا -كالكُحلِ والتَّزَيُّنِ به للنِّساءِ- فقد أجاز العُلماءُ ذلك). ((الجامع لأحكام القرآن)) (5/393). وقال ابنُ عُثَيمين: (إذا كان هذا التَّغييرُ ثابتًا فهو حرامٌ، بل من كبائرِ الذُّنوبِ؛ لأنَّه أشَدُّ تغييرًا لخَلقِ اللهِ تعالى مِن الوَشمِ،... وأمَّا إذا كان التَّغييرُ غيرَ ثابتٍ، كالحِنَّاءِ ونحوِه، فلا بأسَ به؛ لأنَّه يزولُ، فهو كالكُحلِ وتَحميرِ الخَدَّينِ والشَّفَتينِ). ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (17/20). ويدخلُ في التَّغييرِ المحرَّمِ العمليَّاتُ الجِراحيَّةُ التَّجميليَّةُ التي فيها تغييرٌ لِخَلقِ اللهِ، فهذه لا يجوزُ القِيامُ بها، ومن أشهَرِ صُوَرِ جِراحاتِ التَّجميلِ المُحَرَّمةِ ما يلي: 1- تجميلُ الأنفِ، بتَصغيرِه أو تَغييرِ شَكْلِه. 2- تجميلُ الذَّقَنِ. 3- تجميلُ الثَّديَينِ، بتَصغيرِهما، أو تَكبيرِهما، أو بإدخالِ النَّهدِ الصِّناعيِّ داخِلَ جَوفِ الثَّديِ. 4- تجميلُ الأذُنِ. 5- تَجميلُ البَطنِ. 6- تَجميلُ الوَجهِ بشَدِّ تجاعيدِه، أو بعمَليَّةِ القَشرِ الكِيماويِّ، أو اللِّيزَرِ، أو عن طريقِ الحَقنِ. 7- تجميلُ الأردافِ، وشَدُّ جِلدتِها، وتهذيبُ حَجمِها بحَسَبِ الصُّورةِ المطلوبةِ. 8- تجميلُ السَّاعِدِ. 9- تجميلُ اليَدَينِ بشَدِّ تجاعيدِهما، وخاصَّةً لكِبارِ السِّنِّ. 10- تجميلُ الحواجِبِ والجُفونِ ورَفعُها. 11- تجميلُ الأسنانِ بوَضعِ الكِريستالِ أو الألْماسِ، عن طريقِ الحَفرِ والتَّثبيتِ الدَّائِمِ. 12- تَبييضُ البَشَرةِ على وجهِ الدَّوامِ. 13- تطويلُ القامةِ. 14- نَفخُ الخُدودِ والشِّفاه.


الدَّليلُ على ذلك من الكتابِ والسُّنَّةِ:
أ- مِن الكتابِ
قال اللهُ تعالى حكايةً عن إبليسَ لعَنَه اللهُ: وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ [النساء: 119] .
ب- مِن السنَّة:
عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه: ((لعَنَ اللهُ الواشِماتِ والمُستَوشِماتِ، والمتنَمِّصاتِ، والمتفَلِّجاتِ للحُسنِ [1056] المُتَفلِّجاتُ: جمعُ مُتفلِّجةٍ: وهي التي تُفَرِّقُ ما بيْن ثناياها بالمِبْرَدِ ونَحْوِه. للحُسْنِ: أي: مِن أجْلِ التَّحسينِ. يُنظر: ((فتح الباري)) لابن حَجَر (10/372). ، المغَيِّراتِ خَلقَ اللهِ تعالى، ما لي لا ألعَنُ مَن لعَنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهو في كتابِ اللهِ: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ [الحشر: 7] )) [1057] أخرجه البخاري (5931) واللفظ له، ومسلم (2125). .

انظر أيضا: