موسوعة الآداب الشرعية

سادسًا: حِلُّ النَّفَقةِ وطِيبُ الزَّادِ


يَنبَغي أن يَحرِصَ أن تَكونَ نَفقَتُه حَلالًا خالِصةً مِنَ الشُّبهةِ، ويُستَحَبُّ للمُسافِرِ في حَجٍّ أو غَيرِه مِمَّا يُحمَلُ فيه الزَّادُ أن يَستَكثِرَ مِنَ الزَّادِ والنَّفَقةِ؛ ليواسيَ مِنه المُحتاجينَ، وليَكُنْ زادُه طَيِّبًا [1900] ((المجموع)) للنووي (4/ 385)، ((الإيضاح)) للنووي (ص: 52). قال الغَزاليُّ: (لا يَأخُذُ لزادِه إلَّا الحَلالَ الطَّيِّبَ، وليَأخُذْ قَدرًا يوسِّعُ به على رُفقائِه. قال ابنُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: مِن كَرَمِ الرَّجُلِ طِيبُ زادِه في سَفَرِه). ((إحياء علوم الدين)) (2/ 251). .
الدَّليلُ على ذلك من الكِتابِ والسُّنَّةِ:
أ- مِنَ الكِتابِ
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ * الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَامُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 267-268] .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أيُّها النَّاسُ إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يَقبَلُ إلَّا طيِّبًا، وإنَّ اللهَ أمرَ المؤمنين بما أمَرَ به المرسَلينَ، فقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا *المؤمنون: 51*، وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ *البقرة: 172*، ثمَّ ذَكَر الرَّجُلَ يُطيلُ السَّفَرَ أشعَثَ أغبَرَ، يمُدُّ يديه إلى السَّماءِ: يا ربِّ، يا ربِّ، ومَطعَمُه حرامٌ، ومَشرَبُه حرامٌ، ومَلبَسُه حرامٌ، وغُذِيَ [1901] غُذِيَ بالحَرامِ -بغَينٍ مُعجَمةٍ مَضمومةٍ، وذالٍ مُعجَمةٍ مَكسورةٍ مُخَفَّفةٍ- أي: كان غِذاؤُه الحَرامَ. يُنظر: ((التعيين في شرح الأربعين)) للصرصري (1/ 114). بالحرامِ؛ فأنَّى يُستجابُ لذلك؟!)) [1902] أخرجه مسلم (1015). .

انظر أيضا: