موسوعة الآداب الشرعية

رابعًا: أداءُ ما لهم مِن الحُقوق العامَّة


يَتَأكَّدُ في حَقِّ الإخوةِ والأصحابِ: أداءُ ما لهم مِن الحُقوقِ العامَّةِ التي للمُسلمينَ؛ كإلقاءِ السَّلامِ ورَدِّه، وإجابةِ الدَّعوةِ، وبَذلِ النَّصيحةِ، وتَشميتِ العاطِسِ، وعيادةِ المَريضِ، واتِّباعِ الجَنائِزِ، والسَّعيِ في الحاجةِ، وإبرارِ المُقسِمِ، ونَصرِ المَظلومِ، وعَدَمِ الظُّلمِ.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: ((حَقُّ المُسلمِ على المُسلمِ خَمسٌ: رَدُّ السَّلامِ، وعيادةُ المَريضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ، وإجابةُ الدَّعوةِ، وتَشميتُ العاطِسِ)) [1686] أخرجه البخاري (1240) واللفظ له، ومسلم (2612). .
وفي رِوايةٍ عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((حَقُّ المُسلمِ على المُسلمِ سِتٌّ. قيل: ما هنَّ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: إذا لقيتَه فسَلِّمْ عليه، وإذا دَعاك فأجِبْه، وإذا استَنصَحَك فانصَحْ له، وإذا عَطَسَ فحَمِدَ اللَّهَ فسَمِّتْه، وإذا مَرِضَ فعُدْه، وإذا ماتَ فاتَّبِعْه)) [1687] أخرجها مسلم (2162). .
2- عَنِ البَراءِ بنِ عازِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((أمَرَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بسَبعٍ، ونَهانا عن سَبعٍ، فذَكرَ: عيادةَ المَريضِ، واتِّباعَ الجَنائِزِ، وتَشميتَ العاطِسِ، ورَدَّ السَّلامِ، ونَصرَ المَظلومِ، وإجابةَ الدَّاعي، وإبرارَ المُقسِمِ)) [1688] أخرجه البخاري (2445) واللفظ له، ومسلم (2066). .
3- عن عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((أجيبوا الدَّاعيَ، ولا تَرُدُّوا الهَديَّةَ، ولا تَضرِبوا المُسلِمينَ)) [1689] أخرجه أحمد (3838)، وابن حبان (5603) واللفظ لهما، وابن أبي شيبة (22418) باختلاف يسير. صحَّحه ابن حبان، والألباني في ((صحيح الجامع)) (158)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (833). .
4- عن جَريرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((بايَعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على إقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، والنُّصحِ لكُلِّ مُسلمٍ)) [1690] أخرجه البخاري (57)، ومسلم (56). .
5- عن تَميمٍ الدَّاريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((الدِّينُ النَّصيحةُ. قُلنا: لمَن؟ قال: للهِ ولكِتابِه ولرَسولِه ولأئِمَّةِ المُسلِمينَ وعامَّتِهم)) [1691] أخرجه مسلم (55). .
6- عن عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((المُسلِمُ أخو المُسلمِ لا يَظلِمُه ولا يُسلِمُه، ومَن كان في حاجةِ أخيه كان اللَّهُ في حاجَتِه، ومَن فرَّجَ عن مُسلمٍ كُربةً فرَّجَ اللهُ عَنه كُربةً مِن كُرُباتِ يَومِ القيامةِ، ومَن سَتَرَ مُسلِمًا سَتره اللَّهُ يَومَ القيامةِ)) [1692] أخرجه البخاري (2442) واللفظ له، ومسلم (2580). .
7- عن عَبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما، عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن لسانِه ويَدِه، والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ ما نَهى اللَّهُ عَنه)) [1693] أخرجه البخاري (10) واللفظ له، ومسلم (40). .
8- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تَحاسَدوا ولا تَناجَشوا، ولا تَباغَضوا ولا تَدابَروا، ولا يَبِعْ بَعضُكم على بَيعِ بَعضٍ، وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا، المُسلِمُ أخو المُسلِمِ، لا يَظلِمُه ولا يَخذُلُه، ولا يَحقِرُه، التَّقوى هاهنا -ويُشيرُ إلى صَدرِه ثلاثَ مرَّاتٍ-، بحَسْبِ امرئٍ من الشَّرِّ أن يَحقِرَ أخاه المُسلِمَ، كُلُّ المُسلِمِ على المُسلِمِ حرامٌ: دَمُه، ومالُه، وعِرْضُه)) [1694] أخرجه مسلم (2564). .
وفي رِوايةٍ: ((المُسلِمُ أخو المُسلمِ، لا يَخونُه، ولا يَكذِبُه، ولا يَخذُلُه، كُلُّ المُسلمِ على المُسلمِ حَرامٌ: عِرضُه ومالُه، ودَمُه، التَّقوى هاهنا، بحَسْبِ امرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أن يَحتَقِرَ أخاه المُسلِمَ)) [1695] أخرجها الترمذي (1927) واللفظ له، وابن أبي عاصم في ((الديات)) (ص9)، والبزار (8891). صحَّحه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (1927)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((رياض الصالحين)) (234) .
9- عن عُقبةَ بنِ عامِرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((المُؤمِنُ أخو المُؤمِنِ، فلا يَحِلُّ للمُؤمِنِ أن يَبتاعَ على بيعِ أخيه، ولا يَخطُبَ على خِطبةِ أخيه حتَّى يَذَرَ)) [1696] أخرجه مسلم (1414). .
10- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّه عليه وآلِه وسَلَّمَ قال: ((مَن نفَّس عن مُسلِمٍ كُربةً مِن كُرَبِ الدُّنيا نفَّس اللهُ عنه كُربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومَن يسَّر على مُعسِرٍ في الدُّنيا يسَّر اللهُ عليه في الدُّنيا والآخِرةِ، ومَن ستَر على مُسلِمٍ في الدُّنيا ستَره اللهُ في الدُّنيا والآخِرةِ، واللهُ في عَونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه، ومَن سَلَك طَريقًا يلتَمِسُ فيه عِلمًا سَهَّلَ اللَّهُ له به طَريقًا إلى الجَنَّةِ، وما اجتَمَعَ قَومٌ في بَيتٍ مِن بُيوتِ اللَّهِ يتلونَ كِتابَ اللَّهِ ويتَدارَسونَه بَينَهم إلَّا نَزَلَت عليهمُ السَّكينةُ، وغَشِيَتهمُ الرَّحمةُ، وحفَّتهمُ المَلائِكةُ، وذَكرَهمُ اللَّهُ فيمن عِندَه، ومَن بَطَّأ به عَمَلُه لَم يُسرِعْ به نَسَبُه)) [1697] أخرجه مسلم (2699). .
فائدةٌ:
قال سُفيانُ بنُ عُيَينةَ: (قَولُه: "السَّلامُ عليكُم"، يَقولُ: أنتَ مِنِّي سالمٌ، وأنا مِنك سالمٌ، ثُمَّ يَدعو له ويَقولُ: وعليكُمُ السَّلامُ ورَحمةُ اللهِ وبَرَكاتُه؛ فلا يَنبَغي لهَذينَ إذا سَلَّمَ بَعضُهما على بَعضٍ أن يَذكُرَه مِن خَلفِه بما لا يَنبَغي له مِن غِيبةٍ أو غيرِها) [1698] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (7/ 282). وقد قيل في مَعنى السَّلامِ: سَلِمتَ مِنِّي فاجعَلْني أسلَمُ مِنك، مِنَ السَّلامةِ، بمَعنى السَّلامِ. يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 393). .

انظر أيضا: