تم اعتماد المنهجية من الجمعية الفقهية السعودية
برئاسة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان
أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود
عضو هيئة كبار العلماء (سابقاً)
مِن حَقِّ الأخِ والصَّاحِبِ: الدِّفاعُ عَنه، والذَّبُّ عن عِرضِه. الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ: 1- عن عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((المُسلِمُ أخو المُسلمِ لا يَظلِمُه ولا يُسلِمُه، ومَن كان في حاجةِ أخيه كان اللَّهُ في حاجَتِه، ومَن فرَّجَ عن مُسلمٍ كُربةً فرَّجَ اللهُ عَنه كُربةً مِن كُرُباتِ يَومِ القيامةِ، ومَن سَتَرَ مُسلِمًا سَتره اللَّهُ يَومَ القيامةِ)) [1819] أخرجه البخاري (2442) واللفظ له، ومسلم (2580). . قال ابنُ الجَوزيِّ: ("المُسلِمُ أخو المُسلِمِ" هذه أخوَّةُ الإسلامِ؛ فإنَّ كُلَّ اتِّفاقٍ بينَ شيئينِ يوجِبُ اسمَ أخوَّةٍ. وقولُه: "لا يُسلِمُه"، أي: لا يَترُكُه مَعَ ما يُؤذيه، بَل يَنصُرُه ويَدفَعُ عَنه) [1820] ((كشف المشكل)) (2/ 484). . وقال المَظهَريُّ: (قولُه: "ولا يُسلِمُه"، أي: ولا يَخذُلُه عَنِ النُّصرةِ، ولا يَترُكُه في أيدي الأعداءِ، بَل يُخَلِّصُه مِن أيديهم، والنَّفيُ هنا بمَعنى النَّهيِ) [1821] ((المفاتيح في شرح المصابيح)) (5/ 216). . 2- عن عِتْبانَ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه -وكان ممَّن شَهِد بدرًا- قال: ((كنتُ أُصَلِّي لقومي بني سالمٍ، وكان يحولُ بيني وبَيْنَهم وادٍ إذا جاءت الأمطارُ، فيَشُقُّ عَليَّ اجتيازُه قِبَلَ مَسجِدِهم، فجِئتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلتُ له: إنِّي أنكَرْتُ بصري، وإنَّ الوادي الذي بَيني وبَينَ قومي يسيلُ إذا جاءت الأمطارُ، فيَشُقُّ عَلَيَّ اجتيازُه، فوَدِدْتُ أنَّك تأتي فتُصَلِّي من بيتي مكانًا أتَّخِذُه مُصَلًّى، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: سأفعَلُ. فغدا عليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه بعدَ ما اشتدَّ النَّهارُ، فاستأذن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأذِنتُ له، فلم يجلِسْ حتَّى قال: أين تحِبُّ أن أصلِّيَ من بيتِك، فأشَرْتُ له إلى المكانِ الذي أحِبُّ أن أصَلِّيَ فيه، فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكَبَّرَ وصَفَفْنا وراءَه فصَلَّى ركعتينِ، ثمَّ سَلَّم وسَلَّمْنا حينَ سَلَّم، فحبَسْتُه على خَزيرٍ [1822] الخَزيرُ: طَعامٌ يُتَّخَذُ مِن دَقيقٍ ولحمٍ، بأن يُجعَلَ في القِدرِ لحمٌ مُقَطَّعٌ صِغارًا على ماءٍ كَثيرٍ، فإذا نَضِجَ ذُرَّ عليه الدَّقيقُ، وإن لم يَكُنْ فيها لحمٌ فهيَ عَصيدةٌ. يُنظر: ((أعلام الحديث)) للخطابي (1/ 645)، ((جامع الأصول)) لابن الأثير (9/ 368). يُصنَعُ له، فسَمِع أهلُ الدَّارِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بيتي، فثاب [1823] ثابَ النَّاسُ إلى فُلانٍ: إذا رَجَعوا إليه، والمُرادُ: أنَّهمُ اجتَمَعوا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. يُنظر: ((جامع الأصول)) لابن الأثير (9/ 368). رجالٌ منهم حتَّى كَثُر الرِّجالُ في البيتِ، فقال رجُلٌ: ما فعل مالِكٌ؟ لا أراه! فقال: رجُلٌ منهم: ذاك مُنافِقٌ لا يحِبُّ اللهَ ورسولَه! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا تَقُلْ ذاك؛ ألا تراه قال لا إلهَ إلَّا اللهُ يبتغي بذلك وَجهَ اللهِ؟!)) [1824] أخرجه البخاري (1186) واللفظ له، ومسلم (33). . 3- عن عبدِ اللهِ بنِ كَعبِ بنِ مالكٍ -وكان قائدَ كَعبٍ من بَنيه حينَ عَمِيَ- قال: سمِعتُ كَعبَ بنَ مالكٍ يحَدِّثُ حينَ تخلَّف عن قصَّةِ تبوكَ، قال كعبٌ: ((لم أتَخَلَّفْ عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غَزوةٍ غَزاها إلَّا في غَزوةِ تَبوكَ، غَيرَ أنِّي كُنتُ تَخَلَّفتُ في غَزوةِ بَدرٍ، ولم يُعاتِب أحَدًا تَخَلَّف عنها، إنَّما خَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلَّم يُريدُ عِيرَ قُرَيشٍ، حَتَّى جَمع اللهُ بَينَهم وبَينَ عَدوِّهم على غَيرِ ميعادٍ، ولقد شَهدتُ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليلةَ العَقَبَةِ، حينَ تَواثَقنا على الإسلامِ، وما أُحِبُّ أنَّ لي بها مَشهدَ بَدرٍ، وإن كانَت بَدرٌ أذكَرَ في النَّاسِ مِنها، كانَ مِن خَبَري: أنِّي لم أكُنْ قَطُّ أقوى ولا أيسرَ حينَ تَخَلَّفتُ عنه في تِلكَ الغَزاةِ، واللهِ ما اجتَمعتْ عندي قَبلَه راحِلتانِ قَطُّ، حَتَّى جَمعتُهما في تِلكَ الغَزوةِ، ولم يكُنْ رَسولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلَّم يُريدُ غَزوةً إلَّا ورَّى [1825] ورَّى بغَيرِها: أي أوهَمَ قَصدَ سِواها، والتَّوريةُ: أن يُريدَ إنسانٌ الشَّيءَ فيُظهِرَ غَيرَه، أي: يَستُرَ الذي يُريدُه ويُظهِرَ غَيرَه، أخِذَت مِن: وراءَ الشَّيءِ، كَأنَّك تَرَكتَ الشَّيءَ الذي يَليك وتَجاوزتَه إلى ما وراءَه، أو كَأنَّك ألقَيتَ التَّبيينَ وراءَ ظَهرِك. يُنظر: ((معالم السنن)) للخطابي (2/ 269)، ((كشف المشكل)) لابن الجوزي (2/ 124)، ((جامع الأصول)) لابن الأثير (2/ 186، 576)، ((فتح الباري)) لابن حجر (6/ 113). بغَيرِها، حَتَّى كانَت تلك الغَزوةُ، غَزاها رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حَرٍّ شَديدٍ، واستَقبَل سفرًا بَعيدًا، ومَفازًا وعَدوًّا كَثيرًا، فجَلَّى للمُسلمينَ أمرَهم ليتَأهَّبوا أُهبةَ [1826] ليَتَأهَّبوا أُهبةَ غَزوِهم: أي: ليَستَعِدُّوا بما يَحتاجونَ إليه في سَفرِهم ذلك. يُنظر: ((إكمال المعلم)) لعياض (8/ 278)، ((شرح مسلم)) للنووي (17/ 88). غَزوِهم، فأخبَرَهم بوجهِه الَّذي يُريدُ، والمُسلمونَ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم كَثيرٌ، ولا يجمَعُهم كِتابٌ حافِظٌ، يُريدُ الدِّيوانَ. قال كَعبٌ: فما رَجُلٌ يُريدُ أن يتَغَيَّبَ إلَّا ظَنَّ أن سيخفى له، ما لم ينزِلْ فيه وحيُ اللهِ، وغَزا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تلك الغَزوةَ حينَ طابَتِ الثِّمارُ والظِّلالُ، وتَجَهَّزَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم والمُسلمونَ معه، فطَفِقتُ أغدو لكي أتَجَهَّزَ معهم، فأرجِعُ ولم أقضِ شَيئًا، فأقولُ في نَفسي: أنا قادِرٌ عليه! فلم يزَل يتَمادى بي حَتَّى اشتَدَّ بالنَّاسِ الجِدُّ، فأصبَحَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والمُسلمونَ معه، ولم أقضِ مِن جَهازي شَيئًا، فقُلتُ أتَجَهَّزُ بَعدَه بيومٍ أو يومَينِ ثُمَّ ألحَقُهم، فغَدَوتُ بَعدَ أن فصَلوا لأتَجَهَّزَ، فرَجَعتُ ولم أقضِ شَيئًا! ثُمَّ غَدَوتُ، ثُمَّ رَجَعتُ ولم أقضِ شَيئًا! فلم يزَل بي حَتَّى أسرَعوا وتَفارَطَ الغَزوُ، وهمَمتُ أن أرتَحِلَ فأدرِكَهم، وليتَني فعلتُ! فلم يُقدَّرْ لي ذلك، فكُنتُ إذا خَرَجتُ في النَّاسِ بَعدَ خُروجِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فطُفتُ فيهم، أحزَنَني أنِّي لا أرى إلَّا رَجُلًا مَغموصًا [1827] مَغموصًا عليه النِّفاقُ، أي: مَظنونًا به النِّفاقُ ومَطعونًا عليه في دينِه، والمَغموصُ: المَعيبُ المُشارُ إليه بالعَيبِ. وقيل: مَغموصًا عليه: أي مُتَّهَمًا مُستَحقَرًا، يُقالُ: غَمَصتُ فُلانًا واغتَمَصتُه: إذا استَحقَرتَه واستَصغَرتَه. يُنظر: ((أعلام الحديث)) للخطابي (3/ 1785)، ((إكمال المعلم)) لعياض (8/ 275)، ((جامع الأصول)) لابن الأثير (2/ 187). عليه النِّفاقُ، أو رَجُلًا مِمَّن عَذَرَ اللهُ مِنَ الضُّعَفاءِ، ولم يذكُرْني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَتَّى بَلغَ تَبوكَ، فقال وهو جالسٌ في القَومِ بتَبوكَ: ما فعل كَعبٌ؟! فقال رَجُلٌ مِن بَني سَلِمةَ: يا رَسولَ اللهِ، حَبَسه بُرداه [1828] البُردانِ: الرِّداءُ والإزارُ، والرِّداءُ والقَميصُ، وسَمَّاهما بُردَينِ؛ لأنَّ القَميصَ والإزارَ قد يَكونانِ مِن بُرودِ، والبُرودُ: ثيابٌ مِنَ اليَمَنِ فيها خُطوطٌ. ويُحتَمَلُ أن تَسميَتَها بُردَينِ على طَريقةِ: العُمَرَينِ، والبَكرَينِ، والقَمَرَينِ. يُنظر: ((المفهم)) لأبي العباس القرطبي (7/ 96). ، ونَظَرُه في عِطفِه [1829] يُقالُ: فُلانٌ يَنظُرُ في عِطفَيه: إذا كان مُعجَبًا بنَفسِه، وعِطفا الإنسانِ: ناحيَتا جَسَدِه، ومَنكِبُ الرَّجُلِ: عِطفُه، وكُنِّيَ بذلك عن حُسنِه وبَهجَتِه، والعَرَبُ تَصِفُ الرِّداءَ بصِفةِ الحُسنِ وتُسَمِّيه عِطفًا لوُقوعِه على عِطفَي الرَّجُلِ. يُنظر: ((إكمال المعلم)) لعياض (8/ 275، 276)، ((جامع الأصول)) لابن الأثير (2/ 187)، ((فتح الباري)) لابن حجر (8/ 118). ، فقال معاذُ بنُ جَبَلٍ: بئسَ ما قُلتَ! واللهِ يا رَسولَ اللهِ ما عَلِمْنا عليه إلَّا خَيرًا! فسكَتَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم...)) الحَديثَ [1830] أخرجه البخاري (4418) واللفظ له، ومسلم (2769). . فائدةٌ: قال الغَزاليُّ في حُقوقِ الأخوَّةِ والصُّحبةِ: (الذَّبُّ عنه في غَيبتِه مهما قُصِد بسُوءٍ، أو تُعُرِّضَ لعِرضِه بكلامٍ صريحٍ أو تعريضٍ؛ فحَقُّ الأخُوَّةِ التَّشميرُ في الحمايةِ والنُّصرةِ، وتبكيتُ المتعَنِّتِ وتغليظُ القَولِ عليه. والسُّكوتُ عن ذلك موغِرٌ للصَّدرِ ومُنفِّرٌ للقَلبِ وتقصيرٌ في حَقِّ الأخُوَّةِ، وقد قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((المسلِمُ أخو المسلِمِ، لا يَظلِمُه ولا يَخذُلُه ولا يُسلِمُه)) [1831] أخرجه مسلم (2564) دونَ قَولِه: "ولا يُسلِمُه" مِن حَديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. وأخرجه البخاري (2442)، ومسلم (2580) دونَ قَولِه: "ولا يَخذُلُه" مِن حَديثِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما. ، وهذا من الانثِلامِ والخِذْلانِ؛ فإنَّ إهمالَه لتمزيقِ عِرضِه كإهمالِه لتمزيقِ لَحمِه! فأخسِسْ بأخٍ يراك والكِلابُ تفتَرِسُك وتُمَزِّقُ لُحومَك وهو ساكِتٌ لا تحَرِّكُه الشَّفَقةُ والحَمِيَّةُ للدَّفعِ عنك! وتمزيقُ الأعراضِ أشَدُّ على النُّفوسِ من تمزيقِ اللُّحومِ؛ ولذلك شَبَّهَه اللَّهُ تعالى بأكلِ لُحومِ المَيتةِ، فقال: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا[الحجرات: 12] ). فإذَنْ حِمايةُ الأخوَّةِ بدَفعِ ذَمِّ الأعداءِ وتَعَنُّتِ المُتَعَنِّتينَ واجِبٌ في عَقدِ الأخوَّةِ، وقد قال مُجاهِدٌ: لا تَذكُرْ أخاك في غَيبَتِه إلَّا كما تُحِبُّ أن يَذكُرَك في غَيبتِك. فإذَنْ لك فيه مِعيارانِ؛ أحَدُهما: أن تُقَدِّرَ أنَّ الذي قيل فيه لو قيل فيك وكان أخوك حاضِرًا، ما الذي كُنتَ تُحِبُّ أن يَقولَه أخوك فيك؟ فيَنبَغي أن تُعامِلَ المُتَعَرِّضَ لعِرضِه به. والثَّاني: أن تُقَدِّرَ أنَّه حاضِرٌ مِن وراءِ جِدارٍ يَسمَعُ قَولَك، ويَظُنُّ أنَّك لا تَعرِفُ حُضورَه؛ فما كان يَتَحَرَّكُ في قَلبِك مِنَ النُّصرةِ له بمَسمَعٍ مِنه ومَرأًى فيَنبَغي أن يَكونَ في مَغيبِه كذلك؛ فقَد قال بَعضُهم: ما ذُكِرَ أخٌ لي بغَيبٍ إلَّا تَصَوَّرتُه جالسًا فقُلتُ فيه ما يُحِبُّ أن يَسمَعَه لو حَضَرَ. وقال آخَرُ: ما ذُكِرَ أخٌ لي إلَّا تَصَوَّرتُ نَفسي في صورَتِه، فقُلتُ فيه مِثلَ ما أُحِبُّ أن يُقالَ فيَّ. وهذا مِن صِدقِ الإسلامِ، وهو أن لا يرى لأخيه إلَّا ما يَراه لنَفسِه... ومَن لم يكُنْ مُخلصًا في إخائِه فهو مُنافِقٌ، والإخلاصُ استِواءُ الغَيبِ والشَّهادةِ، واللِّسانِ والقَلبِ، والسِّرِّ والعَلانيةِ، والجَماعةِ والخَلوةِ. والاختِلافُ والتَّفاوُتُ في شيءٍ مِن ذلك مُماذَقةٌ [1832] مُماذَقةٌ في الوُدِّ: أي: قد شابَهُ بكَدَرٍ. يُنظر: (إتحاف السادة المتقين)) للزبيدي (6/ 223). في المَودَّةِ، وهو دَخَلٌ [1833] الدَّخَلُ: الغِشُّ والفسادُ، وأصلُه أن يَدخُلَ في الأمرِ ما ليسَ مِنه. يُنظر: ((غريب الحديث)) للخطابي (2/ 436)، ((الصحاح)) للجوهري (4/ 1697). في الدِّينِ ووليجةٌ [1834] وليجةٌ: كُلُّ شَيءٍ أدخَلتَه في شَيءٍ ليسَ مِنه فهو وليجةٌ، والرَّجُلُ يَكونُ في القَومِ وليسَ مِنهم فهو وليجةٌ فيهم. يُنظر: ((مجاز القرآن)) لأبي عبيدة (1/ 254)، ((تهذيب اللغة)) لأبي منصور الأزهري (11/ 131). في طَريقِ المُؤمِنينَ، ومَن لا يَقدِر مِن نَفسِه على هذا فالانقِطاعُ والعُزلةُ أَولى به مِنَ المُؤاخاةِ والمُصاحَبةِ؛ فإنَّ حَقَّ الصُّحبةِ ثَقيلٌ لا يُطيقُه إلَّا مُحَقِّقٌ، فلا جَرَمَ أجرُه جَزيلٌ لا يَنالُه إلَّا مُوَفَّقٌ) [1835] ((إحياء علوم الدين)) (2/ 181، 182). .