موسوعة الآداب الشرعية

سابعا: التَّنفيسُ عَنِ المَريضِ


يَنبَغي للطَّبيبِ أن يُنَفِّسَ للمَريضِ في أجَلِه -أي: يوسِّعَ له في أجَلِه-، ويُذهِبَ حُزنَه فيما يَتَعَلَّقُ به، وذلك بأن يَقولَ له قَولًا يُطَيِّبُ به نَفسَه؛ فيَخِفَّ عليه ما يَجِدُه مِنَ الكَربِ [2228] كأن يقول له: طَوَّل اللهُ عُمُرَك، ولا تَخَفْ؛ فإنَّه لا بَأسَ عليك، وسيَشفيك اللهُ، وما أشبَهَ ذلك. يُنظر: ((الميسر في شرح مصابيح السنة)) للتوربشتي (2/ 379)، ((المَفاتيح في شَرح المَصابيح)) للمظهري (2/ 411)، ((فتح الباري)) لابن حجر (10/ 121). قال الطِّيبيُّ: (لا بَأسَ عليك بتنفيسِك المَريضَ؛ فإنَّ تنفيسَك المَريضَ ليس له أثَرٌ في طولِ عُمُرِه، لكِنْ له أثَرٌ في تَطييبِ نَفسِه. قيل لهارونَ الرَّشيدِ وهو عليلٌ: هَوِّنْ عليك، وطيِّبْ نَفسَك؛ فإنَّ الصِّحَّةَ لا تَمنعُ مِنَ الفَناءِ، والعِلَّةَ لا تَمنعُ مِنَ البَقاءِ، فقال: واللهِ لقَد طيَّبتَ نَفسي ورَوَّحتَ قَلبي). ((الكاشِف عن حقائق السنن)) (4/ 1353). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
عَن عَبدِ اللَّهِ بنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَخَل على أعرابيٍّ يَعودُه، قال: وكان النَّبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دَخَل على مَريضٍ يَعودُه قال: لا بَأسَ، طَهورٌ إن شاءَ اللهُ...)) الحَديثَ [2229] أخرجه البخاري (3616). .

انظر أيضا: