موسوعة الآداب الشرعية

تاسعَ عَشَرَ: عَدَمُ اتِّخاذِ القُبورِ مَساجِدَ


لا يجوزُ بناءُ المساجدِ على القبورِ [502] وهو مَذهَب الحَنابِلَة، وقولُ بعضِ المالِكيَّة، وبعضِ الشَّافعيَّة، واختاره ابنُ تيميَّةَ، وابنُ القَيِّم، والصنعانيُّ، والشَّوكانيُّ، والشنقيطيُّ، وابنُ بازٍ، وابنُ عثيمينَ، والألبانيُّ. يُنظر: ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/141)، (الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (10/380)، ((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) لابن حجر الهيتمي (1/244)، ((اقتضاء الصراط المستقيم)) لابن تيمية (2/184)، ((إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان)) لابن القيم (1/185)، ((سبل السلام)) للصنعاني (1/153)، ((نيل الأوطار)) للشوكاني (2/158)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي (2/297، 298)، ((مجموع فتاوى ابن باز)) (5/184)، ((مجموع فتاوى ابن عثيمين)) (2/234)، ((أحكام الجنائز)) للألباني (ص 218). .
الدَّليلُ على ذلك من السُّنَّةِ:
1- قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لعنةُ اللهِ على اليهودِ والنَّصارى؛ اتَّخَذوا قبورَ أنبيائِهم مساجِدَ. يُحَذِّرُ مثلَ ما صَنَعوا)) [503] أخرجه البخاري (435، 436)، ومسلم (531) واللفظ له من حديث عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم. .
2- عن عبد اللهِ بنِ الحارثِ النجرانيِّ، قال: حدَّثني جُندَبٌ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: سمعْتُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قبل أن يموتَ بخَمْسٍ وهو يقول: ((إنِّي أَبرأُ إلى اللهِ أن يكونَ لي منكم خليلٌ؛ فإنَّ اللهَ تعالى قد اتَّخَذني خليلًا، كما اتَّخَذَ إبراهيمَ خليلًا، ولو كنْتُ متَّخِذًا مِن أُمَّتِي خليلًا لاتَّخَذْتُ أبا بكرٍ خليلًا، ألَا وإنَّ مَن كان قبلَكم كانوا يتَّخِذونَ قبورَ أنبيائِهم وصالِحِيهم مساجِدَ، ألَا فلا تتَّخِذوا القُبورَ مساجِدَ؛ إنِّي أنهاكُم عن ذلك)) [504] أخرجه مسلم (532). .
3- عن عبد الله بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: سمعْتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ((إنَّ مِن شرارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهم السَّاعةُ وهم أحياءٌ، ومَن يتَّخِذُ القبورَ مساجِدَ)) [505] أخرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم (7067) مختصراً، وأخرجه موصولاً أحمد (3844) واللفظ له. صححه ابن خزيمة (2/27)، وابن حبان (6847)، وابن القيم في ((الجواب الكافي)) (101)، والألباني في ((تحذير الساجد)) (26)، وحسنه الوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (824). .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ الاتِّخاذَ المنهيَّ عنه من معانيه بناءُ المساجِدِ عليها، وقَصْدُ الصَّلاةِ فيها [506] ((تحذير الساجد)) للألباني (ص 29، 36). .
4- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، ((أنَّ أمَّ حبيبةَ وأمَّ سَلَمَة ذَكَرَتا كنيسةً رَأَيْنَها بالحبشَةِ فيها تصاويرُ، فذَكَرَتا ذلك للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: إنَّ أولئك إذا كان فيهم الرَّجُلُ الصالحُ فمات، بَنَوْا على قَبرِه مسجدًا، وصَوَّرُوا فيه تلك الصُّوَر، أولئك شِرارُ الخلْقِ عند الله يومَ القيامةِ)) [507] أخرجه البخاري (427)، ومسلم (528) واللفظ له. .
أمَّا التَّعليلُ: فسدًّا للذَّريعةِ المؤدِّيَةِ إلى الشِّرْكِ [508] ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (10/380)، ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (27/156). .

انظر أيضا: