موسوعة الآداب الشرعية

تمهيدٌ في موجِباتِ الأدَبِ مَعَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم


إنَّ المسلمَ يلتزمُ الأدبَ معَ الخَلْقِ، وأعظمُ مَن أُمِرْنا بالتزامِ الأدبِ معه هو رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فموجباتُ الأدبِ معَه كثيرةٌ، منها:
1- أنَّ اللَّهَ تعالى قَد أوجَبَ الأدَبَ معَ رَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على كُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنةٍ، كما في قَولِه تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [الحجرات: 1] ، وقَولِه سُبحانَه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ [الحجرات: 2] ، وقَولِه عزَّ وجَلَّ: لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا [النور: 63] إلى غيرِ ذلك مِن آياتٍ.
2- أنَّ اللَّهَ تعالى قَد فرَضَ على المُؤمِنينَ طاعَتَه، ومَن وجَبَت طاعَتُه وحَرُمَت مُخالفتُه لزِمَ التَّأدُّبُ مَعَه في جَميعِ الأحوالِ.
3- أنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ قَد حَكَّمَه فجَعَله إمامًا وحاكِمًا؛ قال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ [النساء: 105] ، وقال جَلَّ ثناؤه: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء: 65] ، والتَّأدُّبُ مَعَ الإمامِ والحاكِمِ تَفرِضُه الشَّرائِعُ وتُقَرِّرُه العُقولُ، ويَحكُمُ به المَنطِقُ السَّليمُ.
4 - أنَّ اللَّهَ تعالى قَد فرَضَ مَحَبَّتَه، ومَن وجَبَت مَحَبَّتُه وجَبَ الأدَبُ إزاءَه، ولزِمَ التَّأدُّبُ مَعَه.
5 - ما اختَصَّه به رَبُّه تعالى مِن جَمالِ الخَلقِ والخُلُقِ، وما حَباه به مِن كمالِ النَّفسِ والذَّاتِ، فهو أجمَلُ مَخلوقٍ وأكمَلُه على الإطلاقِ، ومَن كان هذا حالَه كيف لا يَجِبُ التَّأدُّبُ مَعَه [353] يُنظر: ((منهاج المسلم)) لأبي بكر الجزائري (ص: 65، 66). ؟!
وفيما يلي نذكرُ أهمَّ الآدابِ معَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم:

انظر أيضا: