موسوعة الآداب الشرعية

ثانيًا: المُسارَعةُ إلى الصَّفِّ الأوَّلِ


تُستَحَبُّ المُبادَرةُ إلى الصَّفِّ الأوَّلِ.
الدَّليلُ على ذلك مِن السُّنَّةِ والإجماعِ:
أ- مِنَ السُّنَّةِ
1- عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لو يَعلَمُ النَّاسُ ما في النِّداءِ والصَّفِّ الأوَّلِ، ثمَّ لم يَجِدوا إلَّا أن يَستَهِموا عليه لاستَهَموا)) [839] أخرجه البخاري (615)، ومسلم (437). .
وفي رِوايةٍ: ((لو تَعلمونَ -أو يَعلمونَ- ما في الصَّفِّ المُقدَّمِ لكانت قُرعةً)) [840] أخرجها مسلم (439). .
2- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((خَيرُ صُفوفِ الرِّجالِ أوَّلُها، وشَرُّها آخِرُها، وخَيرُ صُفوفِ النِّساءِ آخِرُها، وشَرُّها أوَّلُها)) [841] أخرجه مسلم (440). .
3- عن عِرباضِ بنِ ساريةَ رَضِيَ اللهُ عنه ((أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَستَغفِرُ للصَّفِّ المُقدَّمِ ثَلاثًا، وللثَّاني مَرَّةً)) [842] أخرجه ابن ماجه (996)، وأحمد (17141). صحَّحه ابنُ خزيمة في ((صحيحه)) (3/76)، والألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (996)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (17141)، وصحح إسناده الحاكم في ((المستدرك)) (884)، والنووي في ((خلاصة الأحكام)) (2/711). ورُوِيَ بلفظ: عن العِرباضِ بنِ ساريةَ رضيَ اللهُ عنه، عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((كانَ يُصَلِّي على الصَّفِّ الأوَّلِ ثلاثًا وعلى الثَّاني واحدةً)). أخرجه النسائي (817) واللفظ له، وأحمد (17157). صحَّحه ابنُ حبان في ((صحيحه)) (2158)، والألباني في ((صحيح سنن النسائي)) (817)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (17157). .
4- عنِ البَراءِ بنِ عازِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: ((إنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَه يُصلُّونَ على الصَّفِّ الأوَّلِ)) [843] أخرجه من طرقٍ: أبو داود (664) باختلاف يسير، وابن ماجه (997)، وأحمد (18621) واللفظ لهما. صحَّحه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (4/86)، وابن حبان في ((صحيحه)) (2157)، والنووي في ((المجموع)) (4/300)، والألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (997). .
5- عن أبي أُمامةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَه يُصَلُّونَ على الصَّفِّ الأوَّلِ. قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وعلى الثَّاني؟ قال: إنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَه يُصَلُّونَ على الصَّفِّ الأوَّلِ. قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وعلى الثَّاني؟ قال: إنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَه يُصَلُّونَ على الصَّفِّ الأوَّلِ. قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وعلى الثَّاني؟ قال: وعلى الثَّاني. وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: سَوُّوا صُفوفَكُم، وحاذوا بَينَ مَناكِبِكُم، ولِينوا في أيدي إخوانِكُم، وسُدُّوا الخَلَلَ؛ فإنَّ الشَّيطانَ يَدخُلُ فيما بَينَكُم بمَنزِلةِ الحَذَفِ، يَعني: أولادَ الضَّأنِ الصِّغارَ)) [844] أخرجه أحمد (22263) واللفظ له، والطبراني (8/205) (7727). صحَّحه لغيره شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (22263)، وحسنه لغيره الألباني في ((صحيح الترغيب)) (491)، وقال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (1/231): إسناده لا بأس به .
ب- مِنَ الإجماعِ
نُقِل الإجماعُ على ذلك [845] قال ابنُ رُشدٍ: (أجمعَ العُلَماءُ على أنَّ الصَّفَّ الأوَّلَ مرغَّبٌ فيه، وكذلك تراصُّ الصُّفوفِ وتسويتُها؛ لثبوتِ الأمْرِ بذلك عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم). ((بداية المجتهد)) (1/159). .

انظر أيضا: