موسوعة الآداب الشرعية

رابعَ عَشرَ: التَّهنِئةُ بالعِيدِ


لا بأسَ بالتَّهنئةِ بالعيدِ [1240] وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّةِ الأربعةِ. يُنظر: ((حاشية ابن عابدين)) (2/169)، ((التاج والإكليل)) للمواق (2/199)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/316)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/60). قال الطَّحاويُّ: (... وقد كان بكَّارُ بنُ قُتَيْبةَ، والمُزَنيُّ، وأبو جعفرِ بنُ أبي عِمْرانَ، ويونسُ بنُ عبدِ الأعلى: يُهنَّئون بالعيدِ، فيَرُدُّون مِثلَه على الدَّاعي لهم). ((مختصر اختلاف العلماء)) (4/385). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ الآثارِ:
1- عن مُحمَّد بن زِيادٍ الأَلْهانيِّ، قال: (رأيتُ أبا أُمامةَ الباهليَّ يقول في العيدِ لأصحابِه: تَقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكُم) [1241] أخرجه زاهرُ بنُ طاهر في ((تحفة عيد الفطر)) كما عزاه السيوطيُّ في ((الحاوي في الفتاوي)) (1/ 94). جوَّد إسنادَه الإمامُ أحمدُ كما في ((المغني)) (3/294)، وحسَّن إسنادَه الألبانيُّ في ((تمام المنة)) (355). .
2- عن جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، قال: (كان أصحابُ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا الْتَقَوْا يومَ العيدِ يقولُ بعضُهم لبعضٍ: تَقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكم) [1242] أخرجه زاهر بن طاهر في ((تحفة عيد الفطر)) كما عزاه السيوطيُّ في ((الحاوي في الفتاوي)) (1/ 94). حسَّن إسنادَه ابنُ حجر في ((فتح الباري)) (2/517)، وصحَّح إسنادَه الألبانيُّ في ((تمام المنة)) (354). .
- ولعُمومِ الأدِلَّةِ في مشروعيَّةِ التَّهنئةِ لِمَا يَحدُثُ مِن نِعمةٍ، أو يَندفِعُ مِن نِقمةٍ، ومِن ذلك: ما جاءَ في قِصَّةِ كعبِ بنِ مالكٍ [1243] عن كعب بن مالك رضي الله عنه: ((... سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ، أوْفَى علَى جَبَلِ سَلْعٍ بأَعْلَى صَوْتِهِ: يا كَعْبُ بنَ مَالِكٍ، أبْشِرْ، قَالَ: فَخَرَرْتُ سَاجِدًا، وعَرَفْتُ أنْ قدْ جَاءَ فَرَجٌ، وآذَنَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا حِينَ صَلَّى صَلَاةَ الفَجْرِ، فَذَهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَنَا ... وانْطَلَقْتُ إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَيَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا، يُهَنُّونِي بالتَّوْبَةِ، يَقولونَ: لِتَهْنِكَ تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ، قَالَ كَعْبٌ: حتَّى دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَإِذَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ، فَقَامَ إلَيَّ طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ حتَّى صَافَحَنِي وهَنَّانِي، واللَّهِ ما قَامَ إلَيَّ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ غَيْرَهُ، ولَا أنْسَاهَا لِطَلْحَةَ ...)) أخرجه البخاري (4418) واللفظ له، ومسلم (2769). لَمَّا تَخلَّفَ عن غزوةِ تَبوكَ، فإنَّه لَمَّا بُشِّرَ بقَبولِ تَوبتِه ومضَى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قامَ إليه طلحةُ بنُ عُبيدِ اللهِ فهَنَّأَه [1244] ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/316). .

انظر أيضا: